للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أُخِذوا بالرعب (١) " رواه أحمد بإسناد فيه نظر.

[السنة]: العام المقحط سواء نزل فيه غيث، أو لم ينزل.

٢٢ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أُسريَ بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرتُ فوقي، فإذا أنا برعدٍ وبرُوقٍ وصواعقَ، قال: فأتيت على قومٍ بطونهم كالبيوت فيها الحيات تُرى (٢) من خارج بطونهم. قلتُ: يا جبريل مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلةُ الربا" رواه أحمد في حديث طويل، وابن ماجة مختصراً والأصبهاني كلهم من رواية علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة.

٢٣ - وروى الأصبهاني أيضاً من طريق أبي هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين وهو واهٍ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عُرجَ به إلى السماء نظر في سماء الدنيا، فإذا رجال بُطونهم كأمثال البُيوت العظام قد مالت بُطونهم وهم مُنَضَّدُونَ على سابلةِ آل فرعون يُوقَفُونَ على النار كُلَّ غداةٍ وعَشيٍ يقولون: ربنا لا تُقم الساعة أبداً، قلت: يا جبريل مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلةُ الربا من أُمتك لا يقومون إلا كما يقومُ الذي يتخبطه الشيطان من المس".

قال الأصبهاني قوله [منضدون]: أي طرح بعضهم على بعض، والسابلة: المارّة، أي يتوطؤهم آل فرعون الذين يُعرضون على النار كل غداة وعشي. انتهى.

بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر

٢٤ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بين يَدَيِ الساعةِ يظهرُ الربا، والزنا، والخمر (٣) " رواه الطبراني، ورواته رواة الصحيح.


(١) الفزع، صدقت يا رسول الله لقد ظهرت الآن فئة كانت تمد يدها إلى الناس ففضحها الله، وأظهر عيوبها، وكشف مخبأها، وترتب على ذلك فصلها من عملها.
(٢) الأفاعي تظهر.
(٣) أي علامة قرب يوم القيامة تفشى ثلاثة:
(أ) تعامل المسلمين بالربا.
(ب) ذهاب الحياء من الذكور والإناث، وارتكاب الفاحشة.
(جـ) تشرب الخمر، لقد كثر الآن انتشار تلك الموبقات، وعم وقعها، وزاد ضررها، ووقع فيها آلاف المسلمين فلا حول ولا قوة إلا بالله، كل يوم تسمع حوادث مؤلمة من تبرج السيدات، وإزالة سترهن بحجة المدنية الكاذبة، والحرية الملوثة بأدران الملذات القبيحة، وضعف إيمان المسلمين بالله، فوقعوا في شرك الربا والاستدانة من الأجانب، وزالت الثقة بالله وخشيته سبحانه، وهو تعالى الرقيب المطلع، وأغوى الأجانب المسلمين ويسروا لهم شرب الخمور جهاراً نهاراً بلا رادع ولا زاجر، نسأل الله السلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>