(٢) شدة زهو وغطرسة وكفران النعمة ولهو وترف. (٣) مثل القردة، والخنازير: أي الحيوانات القذرة الجاهلة التي همها شهواتها. (٤) القينة: الأمة البيضاء الجارية بلا وجه شرعي، والمراد المشي مع السيدات الفاجرات، وإباحة المكث معهن والتمتع بهن بلا نكاح شرعي، وأكتب الآن هذا وبجواري صحف يومية تبين صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في زماننا هذا، فقد ضرب رجل نفسه برصاص لأن عشيقته أعرضت عنه، وهجرته بعد مصاحبته سنة، وهكذا من الحوادث المؤلمة التي تنبئ عن قلة الحياء، وذهاب معينه، وقد نضب، فيتخذ الإنسان حليلة صاحبه ويعاشرها رغبة في التمتع بها بلا عقد شرعي، وفشا هذا فلا حول ولا قوة إلا بالله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شبه أولئك بالقردة والخنازير، وصاروا مجردين عن كل عقل يمنعهم عن الفاحشة، ويبعدهم من المعصية، ويرشدهم إلى الآداب السامية آداب الدين الإسلامي، يا عجباً، يسترسلون في الشهوات، ويرخون العنان لملذاتهم فيبيحون ما حرم الله تبجحاً، وقلة أدب، وسفاهة رأي، ودناءة، وحقارة، والنتيجة تكون عاقبتهم وخيمة: ينتحرون، ويفتقرون، ويجنون، ويطردون من أعمالهم، ويفصلون من وظائفهم، لماذا؟ لأنهم اتبعوا أهواءهم وضلوا عن سواء السبيل، ولم يعملوا بكتاب الله وسنة نبيه، فحذار أيها الآباء؛ وعلموا أبنائكم تعاليم الدين الإسلامي، واجعلوا نصب أعينكم مصائب الخروج عن الدين، واجتنبوا محارم الله، وغذوا أبناءكم بلبان القرآن والسنة، واهجروا المتبرجات العاصيات المائلات المميلات، واتركوا الخمر والربا. (٥) من علامة غضب الله أن يلبس الرجل الحرير، قال تعالى: "ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة، ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى، فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا" (٤٥ من سورة فاطر)، (بما كسبوا) من المعاصي (على ظهرها) على ظهر الأرض (من دابة) من نسمة تدب عليها بشؤم معاصيهم (بصيراً) مطلعاً مراقباً يجازيهم على أعمالهم. فأنت ترى حلم الله جل وعلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم مهما أسرفوا في المعاصي يسامحهم في الدنيا ويؤجل عقابهم للآخرة (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى) وقوله صلى الله عليه وسلم "فيصبحوا قردة وخنازير" أي أن أعمالهم المنكرة تستوجب مسخ صورهم، ولكن سبق وعد الله بالتأجيل فلا يؤاخذهم بذنوبهم في حياتهم كما آخذ الأمم السابقة، كما قال تعالى "يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً" (٤٧ - ٤٨ من سورة النساء) (نطمس) نمحو تخطيط صورها، ونجعلها على هيئة أدبارها يعني الأقفاء، أو ننكسها إلى ورائها في الدنيا أو في الآخرة، وقيل من قبل أن نغير وجوهاً فنسلب وجاهتها وإقبالها ونكسوها الصغار والإدبار. أ. هـ (بيضاوي)، وهذا شاهدي في معنى "فيصبحوا قردة وخنازير" أي أن العصاة المجرمين المرتكبي الآثام يصبحون في ذل، وحقارة، ودناءة تعلوهم المسكنة، ويسلب الله منهم كل عز ورفعة وجاه، أو كما قال البيضاوي (من قبل أن نطمس وجوهاً) بأن نعمي الأبصار عن الاعتبار، ونصم الأسماع عن الإصغاء إلى الحق بالطبع ونردها عن الهداية إلى الضلالة. أ .. هـ (أو نلعنهم) أو نخزيهم بالمسخ كما أخزينا به أصحاب السبت، أو نمسخهم مسخاً مثل مسخهم، أو نلعنهم على لسانك كما لعناهم على لسان داود عليه السلام.