(٢) اهتزت أرضهم، وصار أعاليها أسافلها، وهدمت قصورهم، وضاعت أموالهم، وذهبت أرواحهم من جراء كثرة معاصيهم، يقال خسفه الله وخسف به، قال تعالى: "فخسفنا به وبداره الأرض، لولا أن من الله علينا لخسفنا بنا" (٨١ - ٨٢ من سورة القصص). (٣) رمى الحجارة من بعد قذف بالحجارة، من باب ضرب: رمى بها، وقذفته قذفاً من باب ضرب: اغترفته باليد، والاسم القذاف، وهو ما يملأ الكف ويرمى به. (٤) لأنه عصى الله تعالى، قال تعالى في قوم لوط "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد" (٨٢ - ٨٣ من سورة هود)، (من سجيل) من طين متحجر (منضود) نضد معد لعذابهم (مسومة) معلمة العذاب، وقيل معلمة ببياض وحمرة، فإنهم بظلمهم حقيقون بأن تمطر عليهم، وفيه وعيد لكل ظالم، وعنه عليه الصلاة والسلام "أنه سأل جبريل عليه السلام، فقال يعني ظالمي أمتك ما من ظالم منهم إلا وهو يعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة" أ. هـ (بيضاوي). (٥) والله إن ذنوبهم كثرت، وزادت فسوقها فاستحقوا إرسال الريح المهلكة الشديدة التي تضر زرعهم، وتهلك ماشيتهم، وتهدم دورهم كما قال الله تعالى "وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم" (٤١ - ٤٢ من سورة الذاريات)، (العقيم) سماها عقيماً لأنها أهلكتهم، وقطعت دابرهم، أو لأنهم لم تتضمن منفعة، وهي الدبور أو الجنوب أو النكباء. أ .. هـ (بيضاوي)، (أتت) مرت (كالرميم) كالرماد من الرم، وهو البلى والتفتت، "وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوماً فاسقين" (٤٣ - ٤٦ من سورة الذاريات)، (فعتوا) فاستكبروا عن امتثاله (فاسقين) خارجين عن الاستقامة بالكفر والعصيان، ولقد استحق المسلمون عقاب الله بهذا العذاب بسبب شرب الخمر وتمتعهم بالرفاهية والترف والإسراف بلبس الحرير، واستحلال الأقارب وهجرهم، وعدم الإحسان إليهم، فاتقوا الله عباد الله، واعملوا صالحاً، واهجروا المعاصي، وأكثروا من تشييد الصالحات، واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، فإن الله تعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بالتعاليم الصحيحة الجالبة كل سعادة والمانعة كل عذاب، ولكن هذه المعاصي تسبب انتقام الله جل وعلا عاجلاً كما قال عز وجل "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون" (٦٥ من سوة الأنعام)، (من فوقكم) كما فعل بقوم نوح ولوط وأصحاب الفيل (أو من تحت أرجلكم) كما أغرق فرعون، وخسف بقارون، وقيل أكابركم =