للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لا يخلون أحدكم بامرأةٍ إلا مع ذي مَحْرَمٍ" (١) رواه البخاري ومسلم.

وتقدم في أحاديث الحمّام حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: "وَمَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه مَحْرَمٌ" رواه الطبراني.

١٦ - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يُطْعَنَ (٢)

في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديد خير له من أن يمس امرأةً لا تحل له" رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح.

[المخيط]: بكسر الميم، وفتح الياء: هو ما يخاط به كالإبرة والمسلة، ونحوهما.

ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا ودخل الشيطان بينهما

١٧ - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياك والخلوة (٣) بالنساء، والذي نفسي بيده ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا ودخل الشيطان بينهما، ولأن يَزْحَمَ رجلٌ خنزيراً مُتلطخاً بطين، أو حَمْأةٍ خيرٌ له مِنْ أن يَزْحَمَ (٤) منكبهُ منكب (٥)

امرأةٍ لا تحل له" حديث غريب، رواه الطبراني.


(١) ذو الحرم من لا يحل له نكاحها من الأقارب كالأب، والابن، والأخ، والعم، ومن يجري مجراهم. أ. هـ (نهاية).
(٢) والله لأن يطعن رأس أحدكم بسلاح حاد أهون عقاباً، وأيسر عذاباً من لمس امرأة أجنبية.
(٣) احذر الخلوة وتجنبها، والجلوس معها منفرداً.
(٤) يدفع من زحمته زحماً من باب نفع: دفعته، وزاحمته مزاحمة وزحاماً، والمعنى القرب من خنزير، ذلك الحيوان القذر أحسن من القرب من المرأة وملامستها.
(٥) منكب الشخص: مجتمع رأس العضد والكتبف: لأنه يعتمد عليه، من نكب عن الطريق: عدل ومال، ونكب على القوم نكابة بالكسر فهو منكب مثل مجلس، وهو عون العريف. أ. هـ. (مصباح). يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يتجنبوا الخلوة بالسيدات خشية إفساد الشيطان وإضلاله، ورجاء العصمة، والابتعاد عن الغواية، والوقوع في المكاره، ثم يقسم صلى الله عليه وسلم بالقاهر القادر الذي بيده تصاريف الأمور إن خلوة الرجل بالمرأة تجعل للشيطان ميداناً واسعاً يمرح فيه بالتحدث بالوقوع في المعاصي ومقاربة الخنزير أسلم عاقبة من الجلوس بجوار المرأة والاحتكاك بها، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الحوادث الآن تنبئ بالقتل والانتحار من جراء مزاحمة الأجنبيات، والاختلاط بهن بلا نكاح شرعي، نسأل الله السلامة، قال تعالى: "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون" (٥٢ من سورة النور)، وقال تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" (٣٦ من سورة الإسراء)، (ولا تقف) ولا تتبع ما لم يتعلق به علمك تقليداً أو رجماً بالغيب قال البيضاوي: أي كل هذه الأعضاء، فأجراها مجرى العقلاء، لما كانت مسئولة عن أحوالها شاهدة على صاحبها، وفيه دليل على أن العبد مؤاخذ بعزمه على المعصية. أ. هـ.، وقال تعالى: "اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجهلم بما كانوا يكسبون" (٦٥ من سورة يس)، (نختم) نمنعها عن الكلام (يكسبون) بظهور آثار المعاصي عليها ودلالتها على أفعالها أو إنطاق الله إياها.

<<  <  ج: ص:  >  >>