للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متنه نكارة، وأبو يسار هذا لا أعرف اسمه، وقد قال أبو حاتم الرازي لما سئل عنه: مجهول وليس كذلك، فإنه قد رَوى عنه الأوزاعي والليث، فكيف يكون مجهولاً، والله أعلم.

٧ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاقُّ (١) لوالديه، والديُّوثُ (٢)، وَرَجُلَةُ النساء (٣) " رواه النسائي والبزار في حديث يأتي في العقوق إن شاء الله، والحاكم، واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد.

[الديوث] بفتح الدال، وتشديد الياء المثناة تحت: هو الذي يعلم الفاحشة في أهله، ويقرُّهم عليها.

٨ - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة أبداً: الديوثُ، والرَّجُلَةُ من النساء، ومدمن (٤)

الخمر. قالوا


(١) عاصيهما لا يبرهما: بل يخالف أوامرهما.
(٢) ذلك الفاسق البارد الجاهل الذي لا يغار على زوجته من الأجانب، ويسمح لها أن تختلط بهم، يقال ديث الصغار: أي ذلل، والدياثة الالتواء في اللسان وشدة الذلة، وفي المصباح وداث الشيء ديثاً من باب باع: لان وسهل ويعدى بالتثقيل، فيقال ديثه غيره، ومنه اشتقاق الديوث، وهو الرجل الذي لا غيرة له على أهله والدياثة فعله. أ. هـ.
(٣) أي الأنثى المتشبهة بالرجل تعلن الحرب على جنسها وتتبرم منهن، وتحاكي الرجل فيحرم الله عليها نعيمه.
(٤) المكثر من شرب الخمر، والمداوم عليه عقابه أكثر، ويبعد من الجنة. لماذا؟ لأنه لا ينزجر، ولا يرعوى، ولا يتوب إلى الله تعالى، وفي العيني ص ٢٠٢ جـ ١٧ في باب غزوة الطائف في شوال سنة ٨ هـ: عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: "دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غداً فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع، وتدبر بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخلن هؤلاء عليكن" قال النووي: المخنث الذي خلقه خلق النساء، سمي به لانكسار كلامه ولينه. أ. هـ.
وفي الفتح قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس، والزينة التي تختص بالنساء، ولا العكس، وقال ابن التين: المراد باللعن في هذا الحديث من تشبه من الرجال بالنساء في الزي، ومن تشبه من النساء بالرجال كذلك، فأما من انتهى في التشبه بالنساء من الرجال إلى أن يؤتى في دبره، وبالرجال من النساء إلى أن تتعاطى السحق بغيرها من النساء، فإن لهذين الصنفين من الذم والعقوبة أشد ممن لم يصل إلى ذلك، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة نفع الله به ما ملخصه: ظاهر اللفظ الزجر عن التشبه في كل شيء لكن عرف من الأدلة الأخرى أن المراد التشبه في الزي، وبعض الصفات، والحركات ونحوها، لا التشبه في أمور الخير، وقال أيضاً اللعن الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم على ضربين أحدهما يراد به الزجر عن الشيء الذي وقع اللعن بسببه، وهو مخوف، فإن اللعن من علامات الكبائر، والآخر يقع في حال الحرج، وذلك غير مخوف =

<<  <  ج: ص:  >  >>