(ب) وقال تعالى: "وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون" (٧٠ من سورة الأنعام) (اتخذوا دينهم) أي بنوا أمر دينهم على التشهي مثل زماننا هذا، انصرف بعض المسلمين إلى فعل المعاصي، فأعرض عنهم أيها المسلم كما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض عن الكفرة والفسقة، ولا يبالي بأفعالهم وأقوالهم لأنهم عباد أصنام، ومعنى أعرض من باب التهديد والوعيد نحو "ذرني ومن خلقت وحيداً" "وذكر به" أي بالقرآن يا محمد "أن تبسل" مخافة أن تسلم إلى الهلاك وترهن بسوء عملها "وإن تعدل" وإن تفد كل فداء "أبسلوا بما كسبوا" أي سلموا إلى العذاب بسبب أعمالهم القبيحة، وعقائدهم الزائغة "من حميم" هم بين ماء مغلي يتجرجر في بطونهم، ونار تشتعل بأبدانهم بسبب كفرهم. أ. هـ بيضاوي. إن شاهدنا حقارة الدنيا، وإعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل البذخ والعصيان ليتأدبوا. (١) يمره في الحلقوم بسهولة: أي يبتلعه، من ساغ يسوغ سوغاً: سهل مدخله في الحلق. (٢) شربة. (٣) جمع أكسية: أي لباس يكتسى به. (٤) يأخذون منها اللبن. (٥) الإبل.