للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه الطبراني ويأتي أحاديث نحو هذه في الباب بعده إن شاء الله تعالى.

[سلت أنفه]: بفتح السين المهملة واللام بعدهما تاء مثناة فوق: أي جدعه.

١١ - وعن عبد الله، يعني ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من حاكمٍ يحكمُ بين الناس إلا جاء يوم القيامة وَمَلَكٌ آخذٌ بِقَفَاهُ، ثم يرفع رأسهُ إلى السماء، فإن قال: ألْقهْ ألقاه (١)

فهو في مَهْوَاةٍ (٢) أربعين خريفاً" رواه ابن ماجة، واللفظ له، والبزار، ويأتي لفظه في الباب بعده إن شاء الله، وفي إسنادهما مجالد بن سعيد.

١٢ - وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما قال: "جاء حمزةُ بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله اجعلني على شيء أعيش به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حمزةُ! نَفْسٌ تُحْييها أحبُّ إليكَ أم نَفْسٌ تُميتها؟ قال: نفسٌ أُحييها. قال: عليك نفسك (٣) " رواه أحمد، ورواته ثقات إلا ابن لهيعة.

١٣ - وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبيه (٤)، ثم قال: أفلحتَ يا قديمُ إن مِتَّ، ولم تكن أميراً (٥)، ولا كاتباً (٦)، ولا عريفاً (٧) " رواه أبو داود، وفي صالح بن يحيى بن المقدام كلام قريب لا يقدح.


(١) رماه في مكان سحيق، وجهة بعيدة الغور يهوي سبعين سنة لا قرار له في هذه المدة.
(٢) مكان الهاوية والنزول.
(٣) الزم نفسك، وكملها بآداب الله وطاعته، واتق الله واعدل واعمل صالحاً.
(٤) المنكب مجتمع رأس العضد والكتف.
(٥) حاكماً متولياً أمور الناس.
(٦) وظيفتك تقيد لهم أعمالهم وتحصيها.
(٧) مدبر أمر الجماعة وقائم بسياستهم، قيل العريف يكون على نفير، والمنكب يكون على خمسة عرفاء ونحوها، ثم الأمير فوق هؤلاء. أ. هـ مصباح. وفي النهاية، العريف جمعه عرفاء: وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل، والعرافة عمله. أ. هـ، ففيه تحذير من التعرض للرياسة (والعرافة حق) أي فيها مصلحة للناس ورفق في أمورهم وأحوالهم "أهل القرآن عرفاء أهل الجنة" أي رؤساؤهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>