للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من زنى، أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه" رواه الحاكم.


= معاكسة الأشرار، وكف أذاهم ولا يراءون في إكرام الشرير المجرم الفاسق، ويجتنبون شرب الخمور ولبس الحرير، وهنا طامة كبرى فشت بين بعض المسرفين "اتخاذ القينات" فتجد من يتخذ امرأة أجنبية تخادنه وتعاشره بلا عقد شرعي كخدامة (كمريرة) وهذا يغضب الله ورسوله، هذا إلى إرخاء العنان لاتخاذ آلات اللهو (المعازف) فليحذر المسلمون تلك الخصال رجاء نصر الله لهم، ومده بإحسانه فيزيل عسرهم ويفك كربهم ويبعد أزمتهم كما قال تعالى:
(أ) "وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا" (١٦ من سورة الجن).
(ب) وقال تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" (١٩ من سورة الأعراف).
(جـ) وقال تعالى: "وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم" (٤٧ - ٤٩ من سورة الطور). (عذاباً دون ذلك): دون عذاب الآخرة، وهو عذاب القبر، أو المؤاخذة في الدنيا كقتلهم ببدر، والقحط سبع سنين. أهـ. بيضاوي. والعذاب الآن: الضيق والأزمة، والذل والاستعباد، ونزع البركة والأمراض، وهل نجد ظلماً أكثر من عصيان الله وهجر تعاليمه وترك عبادته، ولقد أمر الله حبيبه صلى الله عليه وسلم بالصبر والتسبيح ليل نهار وبالصلاة (بأعيننا): في حفظنا بحيث نراك ونكلؤك.
(د) وقال تعالى: "أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" (١٨ - ٢١ من سورة السجدة). إن شاهدنا (العذاب الأدنى): أي عذاب الدنيا، يريد ما محنوا به من السنة سبع سنين والقتل والأسر. أهـ. بيضاوي.
(هـ) وقال تعالى: "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" (٦١ - ٦٤ من سورة النحل). (بظلمهم): بكفرهم ومعاصيهم (ما يكرهون): ما يكرهونه لأنفسهم من البنات والشركاء في الرياسة والاستخفاف بالرسل وأراذل الأموال (مفرطون): مقدمون إلى النار، والولي القرين الناصر، فأصروا على قبائح الأعمال وكفروا بالمرسلين. قال البيضاوي: يجوز أن يكون الضمير لقريش: أي زين الشيطان للكفرة المتقدمين أعمالهم، وهو ولي هؤلاء اليوم يغريهم ويغويهم (ولهم عذاب أليم): مؤلم في القيامة. إن شاهدنا تأجيل العذاب إلى الآخرة مهما أسرف العصاة، نسأل الله السلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>