للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق السارقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ، ولا يشربُ الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

وزاد النسائي في رواية: "فإذا فعل ذلك خلع (١) رِبْقَةَ الإسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله عليه".

ورواه البزار مختصراً: "لا يسرق السارق وهو مؤمنٌ، ولا يزني الزاني وهو مؤمن. الإيمان أكرمُ على الله من ذلك".


= (جـ) وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" (٩٠ من سورة المائدة).
(د) وقال تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" (١٩٥ من سورة البقرة). ينهى الله عن كل شيء فيه ضرر يقع فيه العاقل، وفيه النهي عن الخمر لأنه يضر الصحة، وكذا الحشيش والأفيون وجميع المخدرات.
(هـ) وقال تعالى: "ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب" من سورة النساء.
(و) وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" من سورة البقرة.
(ز) وقال تعالى: "وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً" من سورة المائدة.
(ح) وقال تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً" (٢٩ من سورة النساء).
(ط) وقال تعالى: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم" (٥١ من سورة المؤمنون).
(ي) وقال تعالى: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" (١٥٧ من سورة الأعراف). (عزروه): عظموه، ووقروه، واحترموه. قال الشاعر:
من جعل الخمر شفاء له ... فلا شفاه الله من علته
وفي البخاري: قال ابن عباس: ينزع منه نور الإيمان في الزنا: أي من الزاني. ومن طريق مجاهد عن ابن عباس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من زنى نزع الله نور الإيمان من قلبه. فإن شاء أن يرده إليه رده. قال المهلب: أي ينزع نور بصيرته في طاعة الله تعالى لغلبة شهوته عليه فكأن تلك البصيرة نور أطفأته الشهوة من قلبه، يشهد لهذا قوله عز وجل: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" وقيل هذا من باب التغليظ، أو معناه نفي الكمال، وقال ابن عباس: المراد منه الإنذار بزوال الإيمان إذا اعتاده فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وقال آخرون عنى بذلك لا يزني الزاني وهو مستحل للزنا غير مؤمن بتحريم الله تعالى ذلك عليه، فأما إن زنى وهو معتقد تحريمه فهو مؤمن، روى ذلك عن عكرمة عن مولاه، وحجتهم فيه حديث أبي ذر يرفعه "من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق" وقال آخرون ينزع منه الإيمان فيزول عنه فيقال له منافق وفاسق، روى هذا عن الحسن. قال النفاق نفاقان: تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم فهذا لا يغفر، ونفاق خطايا وذنوب يرجى لصاحبه، وقال الكرماني: كلمة (حين) متعلقة بما قبلها أو بما بعدها ثم قال تحتملهما: أي لا يزني في أي حين كان، أو هو مؤمن حين يزني، وفيه تنبيه على جميع أنواع المعاصي لأنها إما بدنية كالزنا، أو مالية إما سراً كالسرقة أو جهراً أو عقلية كالخمر، فإنها مزيلة له. عيني ص ٣٦٥ جـ ٢٣
(١) أزال عروته.

<<  <  ج: ص:  >  >>