للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيوم ولدته أمه، وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب" رواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف، والأصبهاني.

ما جاء في فضل السعي في مصالح الناس

١٤ - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على كُلِّ مُسلمٍ صدقةٌ. قيل: أرأيتَ إن لم يَجِدْ؟ قال: يَعْتَمِلُ بيديه، فينفعُ نفسهُ ويتصدقُ، قال أرأيتَ إن لم يستطع؟ قال: يُعينُ ذا الحاجة الملهوف. قال: قيل له: أرأيتَ إن لم يستطع؟ قال: يأمرُ بالمعروفِ أو الخير. قال: أرأيتَ إن لم يفعل؟ قال: يُمْسِكُ عن الشر، فإنها صدقةٌ" رواه البخاري ومسلم.

١٥ - وعن أبي قِلاَبَةَ "أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قَدِمُوا يَثْنُونَ على صاحبٍ لهم خيراً. قالوا: ما رأينا مثل فلانٍ هذا قَطُّ ما كان في مَسِيرٍ إلا كان في قراءةٍ، ولا نزلنا في مَنْزِلٍ إلا كان في صلاةٍ. قال: فمن كان يَكْفِيهِ ضَيْعَتَهُ (١) حتى ذكرَ، ومن كان يَعْلِفُ جَمَلَهُ أو دابتهُ؟ قالوا: نحن. قال: فكلكم خيرٌ منه" رواه أبو داود في مراسيله.

١٦ - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان وُصْلَةً (٢) لأخيهِ المسلمِ إلى ذي سُلطانٍ في مَبْلَغِ بِرٍّ، أو تيسير عسير أعانهُ الله على إجازة (٣) الصراط يوم القيامة عند دَحْضِ (٤)

الأقدام" رواه الطبراني في الصغير والأوسط وابن حبان في صحيحه، كلاهما من رواية إبراهيم بن هشام الغساني.

ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أبي الدرداء، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان وُصْلَةً لأخيه إلى ذي سلطانٍ في مَبْلَغِ برٍ، أو إدخال سُرورٍ رفعهُ الله في الدرجات العُلى من الجنة".


(١) يقوم بإصلاح أرضه.
(٢) شفيعاً موصلاً في عمل خير أو تسهيل أمر شاق.
(٣) مروره.
(٤) زلق، والمعنى الذي ينفع في إيصال الشكاية إلى حاكم يرفعها أو في إنشاء الخير ينجو من الوقوع، وهو يمر على الصراط إلى الجنة بسلام. لماذا؟ لأنه كان واسطة خير وعنوان سعادة وسيادة وأفاد الناس في إزالة منكر ونفع بجاهه في وجود أعمال لبني جنسه يرزقون منها، وهكذا من الصالحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>