(هـ) وقال تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" (١٥٩ من سورة آل عمران). (و) وقال تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم" (٧١ من سورة التوبة). (ز) وقال تعالى: "ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" (٥٥ من سورة القصص). (ح) وقال تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (١٩٩ من سورة الأعراف). وللإمام الشافعي رضي الله عنه: وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا ولست بهياب لمن لا يهابني ... ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا فإن تدن مني تدن منك مودتي ... وإن تنأ عني تلفني عنك نائياً كلانا غنى عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشد تغانيا لا تيأسن من اللبيب وإن جفا ... واقطع حبالك من حبال الأحمق فعداوة من عاقل متجمل ... أولى وأسلم من صداقة أخرق (١) متصف بصفات الرأفة والرحمة. رفيق فعيل بمعنى فاعل. وقال المازري: رفيق صفة فعل، وهي ما يخلقه الله تعالى من الرفق لعباده. وقال النووي: فيه تصريح بتسميته سبحانه وتعالى ووصفه برفيق، وفيه فضل الرفق والحث على على التخلق به، وذم العنف. أهـ ص ١٤٥ جـ ١٠ وفي النهاية: الرفق لين الجانب، وهو خلاف العنف، وهو سبب كل خير. (٢) قال النووي: أي يثيب عليه ما لا يثيب على غيره، وقال القاضي: معناه يتأتى به من الأغراض، ويسهل من المطالب ما لا يتأتى بغيره. أهـ، وفي الفتح: أي يتأتى معه من الأمور ما يتأتى مع ضده. والرفق لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل. أهـ ص ٣٤٥ جـ ١٠.