(٢) عند ثورانه فيقهر نفسه ويكظم غيظه. أهـ جامع صغير. وقال الحفني: أي ليس الشديد شدة محمودة المتلبس بصرع الأبطال ورميهم في الأرض، بل هو القاهر لنفسه وهواه لقهره أعداء من الشياطين والنفس الذين هم أشد من أعداء الظاهر. ولذا لما اشتهر عن إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه الحلم وأراد تفصيل ملبوس عند جماعة صنعوا له كما طويلاً من جهة والجهة الأخرى بدون كم أصلاً ليختبروا حلمه فلما أخذ ذلك ولبسه قال: جزاهم الله خيراً قد صنعوا لي كماً لأضع فيه ما احتاجه وتركوا الكم من الجهة الثانية ليريحوني من ثقله، فالحليم من شأنه هكذا فلا يغضب أصلاً، وإن غضب وتغير لا يعمل بمقتضى غضبه. أهـ ص ٢١٣ وقال النووي في شرح مسلم: تعتقدون أن الصرعة الممدوح القوي الفاضل هو القوي الذي لا يصرعه الرجال بل يصرعهم، وليس هو كذلك شرعاً، بل هو من يملك نفسه عند الغضب فهذا هو الفاضل الممدوح الذي قل من يقدر على التخلق بخلقه ومشاركته في فضيلته، وفيه كظم الغيظ وإمساك النفس عند الغضب عن الانتصار والمخاصمة والمنازعة. أهـ ص ١٦٢ جـ ١٦