للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَفْسَهُ بشيء عُذِّبَ (١) به يوم القيامة، وليس على رجُلٍ نذرٌ فيما لا يملك (٢)، ولَعْنُ (٣) المؤمن كقتله" رواه البخاري ومسلم، وتقدم.

١٥ - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: "كنا إذا رأينا الرجل يَلْعَنُ (٤) أخاهُ رأينا أن قد أتى باباً من الكبائر (٥) " رواه الطبراني بإسناد جيد.

١٦ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا لعن (٦) شيئاً صعدت اللعنةُ إلى السماء، فَتُغْلَقُ أبوابُ السماء (٧)

دونها، ثم تهبطُ (٨) إلى الأرض، فَتُغْلَقُ أبوابها دونها، ثم تأخذُ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً (٩) رجعت إلى الذي لُعِنَ (١٠)، فإن كان أهلاً (١١)، وإلا رجعتْ إلى قائلها (١٢) " رواه أبو داود.


(١) يوجد معه في جهنم لينتقم منه ويؤلمه مثل مديةأو سم أو الهبوط في قعرها.
(٢) لا يؤدي شيئاً لا يملكه.
(٣) الدعاء عليه بالطرد من رحمة الله وعدم التوفيق مثل إعدامه حياً، فالأول قتل معنوي.
(٤) يدعو عليه بالثبور ويتمنى له الضلال والإهلاك.
(٥) الذنوب العظيمة، لأنه لا يحب الخير لأخيه المسلم، وهذا ليس من الإيمان. قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه أو لجاره ما يحب لنفسه" رواه البخاري. باب الأدب من بلوغ المراد. معاملة حسنة أوجبها الله على عباده المؤمنين في الإسلام أن يذنب الداعي بالإبعاد من رحمة الله، ولا يتم إسلامه ولا يكمل إيمانه إلا إذا أحسن معاملته للمسلمين ظاهراً وباطناً من إرادة الخير للمسلم وموعظته بالحسنى وعدم لعنته، والدعاء له بالهداية والتوفيق وترك الإضرار له وكف الأذى وستر زلته والرفق:
(أ) قال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" من سورة الحجرات.
(ب) "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (٨ من سورة الممتحنة).
(٦) سخط عليه وطلب إبعاده من حظيرة رضون الله تعالى.
(٧) تسد أمامها أبواب الرحمة فلا تنفذ هذه الدعوة الصاخبة.
(٨) تنزل فتجد حصوناً منيعة حتى لا تصل إلى المظلوم.
(٩) خلاصاً ومفراً.
(١٠) وقعت له اللعنة.
(١١) مستحقاً غضب الله وسخطه لعصيانه ولفجوره ولشدة صخبه.
(١٢) فإذا كان صالحاً راضياً عنه ربه عادت إلى الآثم الداعي المذنب الشتام السباب الصخاب، ففيه التحذير عن كثرة الشتم والدعاء بالأذى، والترغيب في كظم الغيظ. قال عبيد بن الأبرص:
وبالعدل فانطق إن نطقت ولا تجر ... وذا الذم فاذممه وذا الحمد فاحمد
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي =

<<  <  ج: ص:  >  >>