قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" من سورة النور. قال قيس بن الخطيم: وبعض الداء ملتمس شفاء ... وداء النوك ليس له شفاء وبعض القول ليس له عناج ... كمحض الماء ليس له إناء ولم أر كامرئ يدنو لخسف ... له في الأرض سير واستواء يصوغ لك اللسان على هواه ... ويفضح أكثر القيل البلاء وقال صالح بن عبد القدوس: وزن الكلام إذا نطقت فإنما ... يبدى عقول ذوي العقول المنطق ومن الرجال إذا استوت أخلاقهم ... من يستشار إذا استشير فيطرق حتى يحل بكل واد قلبه ... فيرى ويعرف ما يقول فينطق وقال أيضاً: واحفظ لسانك واحترز من لفظه ... فالمرء يسلم باللسان ويعطب وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ... ثرثارة في كل ناد تحطب (١) يضجرون ويسأمون ويملون من حوادث الزمن كما قال القسطلاني: إذا أصابه مكروه يقول بؤساً للدهر وتباً له، والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله عز وجل "وأنا الدهر بيدي الأمر" أي الذي ينسبونه إلى الدهر: أي أنا خالق الدهر وأنا الداهر المصرف المدبر المقدر لما يحدث، قال تعالى: حكاية عن قوم "وما يهلكنا إلا الدهر" أي وما يفنينا إلا مر الزمان وطول العمر واختلاف الليل والنهار. أهـ ص ٢٢٠ جواهر البخاري. وفي غريب القرآن: معناه أن الله تعالى فاعل ما يضاف إلى الدهر من الخير والشر والمسرة والمساءة فإذا سببتم الذي تعتقدون أنه فاعل ذلك فقد سببتموه، تعالى عن ذلك. أهـ. وفي النهاية كان من شأن العرب أن تذم الدهر وتسبه عند النوازل والحوادث، ويقولون: "أبادهم الدهر وأصابتهم قوارع الدهر وحوادثه، ويكثرون ذكره بذلك في أشعارهم، وذكر الله عنهم في كتابه العزيز فقال: "وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر" من سورة الجاثية. والدهر: اسم للزمان الطويل ومدة الحياة الدنيا، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذم الدهر وسبه: أي لا تسبوا فاعل هذه الأشياء فإنكم إذا سببتموه وقع السب على الله تعالى، لأنه الفعال لما يريد، لا الدهر فيكون تقدير الرواية الأولى، فإن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غيره فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير الرواية الثانية فإن الله هو جالب للحوادث لا غيره الجالب، رداً لاعتقادهم أن جالبها الدهر. أهـ ص ٣٧ جـ ٢ (أ) قال تعالى: "واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به" (٣٠ - ٣١ من سورة الحج). (ب) "إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور" (٣٨ من سورة الحج). =