للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحلالُ عِرْضُ امرئٍ مُسلمٍ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَملُوا بُهْتَاناً وَإثْماً مُبِيناً) " رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح.

٨ - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أربى الربا الاستطالةَ في عِرْضِ المسلمِ بغير حقٍ (١) " رواه أبو داود.

٩ - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "قُلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ (٢) من صفيةَ كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: لقد قُلْتِ كلمةً لو مُزجتْ بماء البحر لمزجته (٣) قالتْ: وحكيتُ له إنساناً فقال: ما أُحِبُّ أن حَكَيْتِ لي إنساناً، وإن لي كذا وكذا (٤) " رواه أبو داود والترمذي والبيهقي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

١٠ - وعن عائشة أيضاً رضي الله عنها: "أنه اعْتَلَّ (٥) بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ بنت حُيَيٍّ، وعند زينب فضْلُ ظهرٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزينب: أعطيها بعيراً، فقالت: أنا أُعْطِي تلك اليهودية، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَهَجَرهَا (٦) ذا الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمَ، وبَعضَ صَفَرٍ" رواه أبو داود عن سمية عنها، وسمية لم تنسب.

١١ - ورويَ عنها رضي الله عنها قالت: "قلتُ لامرأةٍ مَرَّةً وأنا عند النبي صلى الله عليه وسلم


(١) ذكره لولي أمره ليردعه عن معصية يريد أن يفعلها أو يخبر الحاكم عن عقد العزيمة على مؤامرة أو سرقة أو ارتكاب عمل فيخبر من يمنع هذا أو يصده أو يهديه أو يرشده فكأنه ذكر هذا للنصيحة وللحذر. قال تعالى: "خذوا حذركم" من سورة النساء. وقال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" فلا مانع أن يعلم الإنسان شيئاً مخيفاً فيذهب لمن يتدارك هذا قبل وقوعه ويخبره على سبيل النجدة والغوث والزجر والهداية، لا على سبيل التشهير والذم.
(٢) كافيك منها كذا، وفي هامش (ع ص ٢٢٢) قال النووي: وهذا من أعظم الزواجر عن الغيبة.
(٣) أي لخلطته وكدرته، لأنها على سبيل الذم فارتكبت بذكرها ذنباً والله تعالى حرم الغيبة.
(٤) وإن لي كذا وكذا. كذا (د وع)، وفي (ن ط): وإني كذا.
(٥) مرض وسقم.
(٦) تركها صلى الله عليه وسلم أكثر من شهرين على هذه اللفظة تأديباً لها وزجراً وردعاً وتعليماً لأمته أن تتجنب ألفاظ السب وتترك الهجاء وتحذر الذم.

<<  <  ج: ص:  >  >>