للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مَنْ ذَبَّ (١) عن عِرْضِ أخيه بالغيبةِ كان حقاً على الله أن يُعتقهُ من النار" رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهم.

من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة

٣٧ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رَدَّ (٢)

عن عِرْضِ أخيه رَدَّ الله عن وجههِ (٣) النار يوم القيامة" رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ، ولفظه قال: "من ذَبَّ عن عِرْضِ أخيه رَدَّ الله عنه عذابَ النار يوم القيامة، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَكانَ حَقاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنينَ) ".

٣٨ - وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حَمَى (٤) مؤمناً من مُنافقٍ (٥) أراهُ قال: بعث الله (٦) مَلَكاً يَحْمِي لحمهُ يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مُسلماً يريدُ به شَيْنَهُ (٧) حَبَسَهُ (٨) الله على جسرِ جهنم حتى يخرج مما قال" رواه أبو داود وابن أبي الدنيا.

[قال الحافظ]: وسهل بن معاذ يأتي الكلام عليه، وقد أخرج هذا الحديث ابن يونس في تاريخ مصر من رواية عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب بإسناد مصري كما أخرجه أبو داود، وقال ابن يونس: ليس هذا الحديث فيما أعلم بمصر، ومراده أنه إنما وقع له من حديث الغرباء، والله أعلم.


(١) دفع كلام السوء عن أخيه المسلم أبعده الله من جهنم، ففيه الحث على عدم سماع الغيبة والدفاع عن الغائب بالكلام الحسن الطيب ليكافئه الله بنعيم الجنة في الآخرة ويقيه عذاب النار، قال تعالى: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" (٤٠ من سورة الحج).
(٢) نهر القائل وردعه وزجره وأسكته عن باطله.
(٣) صد ومنع ووقاه عذاب جهنم جزاء دفاعه عن أخيه ابتغاء وجه الله الكريم.
(أ) قال تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور" (٣٧ من سورة الحج).
(ب) وقال تعالى: "وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين" (١٧١ من سورة آل عمران).
(جـ) وقال تعالى: "ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين" (١٤٥ من سورة آل عمران).
(٤) حفظه وسلم سيرته من لسانه البذيء.
(٥) كذاب مخادع مذبذب، أراه أي أظنه.
(٦) أرسل.
(٧) عيبه ونقصه وفضيحته.
(٨) سجنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>