للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرئٍ مسلمٍ ينصرُ مسلماً في موضعٍ يُنتقصُ فيه من عِرْضِهِ، وينتهك فيه من حرمته


= بما يكره سبب لنصر الله ومساعدته وعونه في دنياه وأخراه وسبب لإجابة الله الدعاء. والاستطالة في عرض المسلم سبب للخيبة والهزيمة والطرد من رحمة الله دنيا وأخرى، نسأل الله السلامة.
نتائج ما تجره الغيبة على صاحبها كما قال صلى الله عليه وسلم:
أولاً: يرتكب حراماً (وأربى الربا).
ثانياً: فعل أكثر عقاباً من الربا.
ثالثاً: استطعم لحم أخيه وأساغه.
رابعاً: لم ينفع صومه.
خامساً: كأنه أكل ما هو أنتن من الجيفة.
سادساً: يعذب في النار بأكل النتن القذر ذي الرائحة الكريهة (بجب منتن).
سابعاً: لا يغفر الله له حتى يعفو عنه المغتاب.
ثامناً: ينال عقاب الله في قبره (صرخ صرخة).
تاسعاً: تذهب أنوار إيمانه ويذهب إسلامه (يحتان الإيمان).
عاشراً: يقابل الله بلا حسنة ومحمل بالخطايا (المفلس).
الحادي عشر: يستمر عذابه في النار حتى يغير (يأتي بنفاد ما قال).
الثاني عشر: يذوب جسمه حتى يحقق غيبته.
الثالث عشر: يشرب شراب عرق أهل جهنم (ردغة الخبال).
الرابع عشر: لا يجد لفعله فدية: أي كفارة.
الخامس عشر: حبس على قنطرة جهنم مدة طويلة (على جسر).
السادس عشر: لا ينصره الله ولا يساعده دنيا وأخرى.
وفي الغريب: الغيبة أن يذكر الإنسان غيره بما فيه من عيب من غير احتياج إلى ذكره، قال تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضاً" من سورة الحجرات. وقال قتادة: ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة، وثلث من النميمة، وثلث من البول، وقال مالك بن دينار: مر عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بجيفة كلب، فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب! فقال عليه الصلاة والسلام ما أشد بياض أسنانه، كأنه صلى الله عليه وسلم نبههم عن غيبة الكلب، ونبههم على مدحه. وقال عمر رضي الله عنه: عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس، فإنه داء، نسأل الله حسن التوفيق لطاعته.
معنى الغيبة وحدودها عند الإمام الغزالي رحمه الله:
اعلم أن حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره لو بلغه سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو دينه أو في دنياه حتى في ثوبه وداره ودابته. أما البدن فكذكرك العمش والحول والقرع والقصر والطول والسواد والصفرة وجميع ما يتصور أن يوصف به مما يكرهه كيفما كان، وأما النسب فأن تقول أبوه نبطي أو هندي أو فاسق أو خسيس أو إسكاف أو زبال أو شيء مما يكرهه كيفما كان. وأما الخلق فبأن تقول هو سيء الخلق بخيل متكبر مراء شديد الغضب جبان عاجز ضعيف القلب متهور، وما يجري مجراه، وأما في أفعاله المتعلقة بالدين فكقولك هو سارق أو كذاب أو شارب خمر أو خائن أو ظالم أو متهاون =

<<  <  ج: ص:  >  >>