للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا نصرهُ الله في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرَتَهُ" رواه أبو داود، وابن أبي الدنيا وغيرهما، واختلف في إسناده.


= بالصلاة أو الزكاة أو لا يحسن الركوع أو السجود أو لا يحترز من النجاسات أو ليس باراً بوالديه أو لا يضع الزكاة موضعها أو لا يحسن قسمتها أو لا يحرس صومه عن الرفث والغيبة والتعرض لأعراض الناس. وأما فعله المتعلق بالدنيا فكقولك إنه قليل الأدب متهاون بالناس أو لا يرى لأحد على نفسه حقاً أو يرى لنفسه الحق على الناس أو أنه كثير الكلام كثير الأكل نئوم ينام في غير وقت النوم ويجلس في غير موضعه. وأما في ثوبه فكقولك إنه واسع الكم طويل الذيل وسخ الثياب، وقال قوم: لا غيبة في الدين، لأنه ذم ما ذمه الله تعالى فذكره بالمعاصي وذمه بها يجوز بدليل ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له امرأة، وكثرة صلاحها وصومها، ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال: هي في النار. رواه ابن حبان والحاكم وقال الحسن: ذكر الغير ثلاثة: الغيبة، والبهتان، والإفك، وكل في كتاب الله عز وجل، فالغيبة أن تقول ما فيه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفك أن تقول ما بلغك. أهـ. وقال في بيان أن الغيبة لا تقتصر على اللسان فالتعريض به كالتصريح والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز واللمز والكتابة والحركة، وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام، وفي بيان الأسباب الباعثة على الغيبة:

١ - أن يشفي الغيظ.

٢ - موافقة الأقران، ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم على الكلام.

٣ - أن يستشعر من إنسان أنه سيقصده ويطول لسانه عليه أو يقبح حاله عند محتشم أو يشهد عليه بشهادة.

٤ - أن ينسب إلى شيء فيريد أن يتبرأ منه فيذكر الذي فعله.

٥ - إرادة التصنع والمباهاة.

٦ - الحسد فيريد زوال نعمة من هو أحسن منه.

٧ - اللعب والهزل والمطايبة وتزجية الوقت بالضحك فيذكر عيوب غيره بما يضحك الناس على سبيل المحاكاة، ومنشؤه التكبر والعجب.

٨ - السخرية والاستهزاء استحقاراً له. أهـ ص ١٢٨ جـ ٣.
الأعذار المرخصة في الغيبة:
أولاً: التظلم فللمظلوم أن يتظلم إلى السلطان وينسب القاضي إلى الظلم، تعدى في حكمه وجانب الصواب.
ثانياً: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى منهج الصلاح.
ثالثاً: الاستفتاء كما يقول للمفتي ظلمني فلان، وقد روي عن هند بنت عتبة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان رجل شحيح، فقال صلى الله عليه وسلم: خذي ما يكفيك.
رابعاً: تحذير المسلم من الشر كالنصح إلى من يذهب إلى مبتدع أو فاسق.
خامساً: أن يكون الإنسان معروفاً بلقب يعرب عن عيبه كالأعرج والأعمش فلا إثم على من يقول.
سادساً: أن يكون مجاهراً بالفسق كالمخنث وصاحب الماخور والمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس بحيث لا يستنكف من أن يذكر له، ولا يكره أن يذكر به، وذكر الغزالي في بيان كفارة الغيبة: اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه وتعالى، ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته. أهـ ص ١٣٣ جـ ٣. =

<<  <  ج: ص:  >  >>