للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخواناً (١) كما أمركم (٢) المسلم أخو المسلم (٣) لا يظلمهُ (٤)، ولا يخذلهُ (٥)، ولا يَحْقِرُهُ (٦) التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا (٧)، وأشار إلى صدره بحسب امرئٍ من الشر أن يَحْقِرَ أخاهُ المسلم (٨) كل المسلم على المسلم حرامٌ (٩) دَمُهُ وَعِرْضُهُ ومالهُ" رواه مالك والبخاري ومسلم، واللفظ له، وهو أتمَّ الروايات وأبو داود والترمذي.

٢ - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجتمع في جوف عبدٍ مؤمنٍ غُبَارٌ في سبيل الله (١٠)، وفَيْحُ جهنمَ، ولا يجتمعُ في جوف عبدٍ الإيمانُ والحسدُ" رواه ابن حبان في صحيحه، ومن طريقه البيهقي.

٣ - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والحسد (١١)


(١) متآخين أي اكتسبوا ما تصيرون به إخوة، من التآلف والتحابب وترك هذه المنهيات. قال في الفتح: أي إذا تركتم هذه صرتم كالإخوان ومفهومه إذا لم تتركوها تصيرون أعداء، وقيل معناه كونوا كإخوان النسب في الشفقة والرحمة والمحبة والمواساة والمعاونة والنصيحة.
(٢) أي مثل الذي ألزمكم الله أن تتبعوه. قال القرطبي: لعله أشار بذلك إلى الأوامر المتقدم ذكرها فإنها جامعة لمعاني الآخرة والفاعل مضمر يعود إلى الله، وهو مصرح به في مسلم.
(٣) لاجتماعهما في الإسلام كالأخوة في النسب.
(٤) لا يؤذيه في نفسه ولا ينقص ماله ولا يسب عرضه.
(٥) لا يترك نصرته وإعانته، ولا يتأخر عنه في مساعدة ولا يهزمه في عمل ولا يتركه في مصيبة.
(٦) لا يهينه ويعبأ به.
(٧) أي خوف الله وخشيته في القلب الذي هو في الصدر.
(٨) كافيه من الشر لعظمه وشدته عند الله أن يهمل حق أخيه أو يعرض عنه أو يعجب بنفسه ويحتقر غيره ويرضى عن نفسه ويسخط عن غيره، وما يدريه أن ذلك المحتقر عند الله بمكان سام كما قال صلى الله عليه وسلم "رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبر قسمه".
(٩) محظور وممنوع قتله وأذاه والتعرض له بسوء، والمراد منع هذه الأمور بما لم يأذن الشرع فيه من نحو قصاص أو تعذير أو قضاء ما امتنع من أدائه مما هو واجب عليه. أهـ رياض الصالحين وشرح ٧٤ جـ ٨. قال المناوي: ولا تحسسوا: أي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية. أهـ. ولا تتدابروا ولا تتهاجروا فيهجر أحدكم أخاه مأخوذ من تولية الرجل الآخر دبره إذا أعرض عنه حين يراه.
(١٠) من شدة العراك والهياج تنتشر ذرات التراب في الجو فيشمها المسلم المجاهد فتكون ضمانة له من دخول النار وكذلك لا يجتمع الإخلاص لله تعالى وحسن عبادته والاعتماد عليه جل وعلا وأنه الرزاق وتمنى زوال النعمة من أخيه المسلم، لأن نور الإيمان يسطع بأشعته في القلب فيثمر بمحبة أخيه المسلم فيود له كل سعادة وسيادة.
(١١) احذروه، وفي الجامع الصغير: الحسد حب زوال النعمة عن المنعم عليه، أما من لا يحب زوالها ولا يكره وجودها ودوامها، ولكن يشتهي لنفسه مثلها فهذا يسمى غبطة (فإن الحسد) أقام المظهر مقام المضمر حثاً على الاجتناب (يأكل الحسنات) أي يذهبها ويحرقها ويحبطها (الحطب) اليابس لسرعة إيقادها فيه. وقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>