للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغرب فأواريَ سوأة أخي فأصبح من النادمين" (٢٧ - ٣١ من سورة المائدة).
قابيل وهابيل أخوان شقيقان أوحى الله سبحانه وتعالى إلى آدم أن يزوج كل واحد منهما توءمة الآخر فسخط منه قابيل وحسده، لأن توءمته كانت أجمل فقال لهما آدم قربا قرباناً فمن أيكما قبل منه تزوجها فقبل قربان هابيل بأن نزلت نار فأكلته فازداد قابيل سخطاً وحسداً وضغناً.
انظر رعاك الله تعالى إلى الحسد جر إلى جريمة قتل مع أن المؤرخين قالوا كان هابيل أقوى منه، ولكن تحرج عن قتله واستسلم له خوفاً من الله سبحانه وتعالى، قيل القتل بالبصرة في موضع المسجد الأعظم، وهابيل عمره عشرون سنة، وقيل عند عقبة حراء (يا ويلتا) كلمة زجر وتحسر وتأنيب الضمير، واحتار في أمره وحمله على رقبته سنة واسود لونه مثل الغراب، دليله وقائده. قال الشاعر: إذا كان الغرب دليل قوم ..
(هـ) وقال تعالى: "قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد" (سورة الفلق). أمره الله سبحانه وتعالى ليستعيذ وأمته ويطلب الحصن المنيع من أذى الحاسد إذا أظهر حسده وعمل بمقتضاه وانبعث الشر من الحاسد كما ينبعث من الخلق، ومن ظلام الليل الحالك ومن السواحر النفوس والنساء اللاتي يعقدن عقل في خيوط وينفثن عليها للضرر، وأورد البخاري باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر وقوله تعالى: "ومن شر حاسد إذا حسد" قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تحاسدوا) وأورد أيضاً باب قول الله تعالى:
(أ) "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" (الآية من سورة النحل).
(ب) وقوله تعالى: "إنما بغيكم على أنفسكم" (من سورة يونس).
(جـ) وقوله تعالى: "ثم بغى عليه لينصرنه الله" (من سورة الحج).
وترك إثارة الشر على مسلم أو كافر. ثم ذكر فيه حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود أتاه رجلان في الرؤيا وأرشداه إلى جف طلعة ذكر في مشط ومشاطة تحت رعوفة في بئر ذروان، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذه البئر التي أريتها كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين، وكان ماءها نقاعة الحناء فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج قالت عائشة فقلت يا رسول الله فهلا تعني تنشرت فقال صلى الله عليه وسلم أما الله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شراً. أهـ. قال ابن بطال: وجه الجميع بين الآيات المذكورة وترجمة الباب مع الحديث أن الله تعالى لما نهى البغي، واعلم أن ضرر البغي إنما هو راجع إلى الباغي وضمن النصر لمن بغي عليه، وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعاقب الذي كاده بالسحر مع قدرته على ذلك. انتهى ملخصاً. قال الحالفظ: ويحتمل أن يكون مطابقة الترجمة للآيات والحديث أنه صلى الله عليه وسلم ترك استخراج السحر خشية أن يثور على الناس منه شر فسلك مسلك العدل في أن لا يحصل لمن لم يتعاط السحر من أثر الضرر الناشئ عن السحر شر وسلك مسلك الإحسان في ترك عقوبة الجاني. أهـ فتح ص ٣٦٨ جـ ١٠، قال الغزالي: اعلم أن الحسد من نتائج الحقد والحقد من نتائج الغضب فهو فرع فرعه والغضب أصل أصله. وقال زكريا عليه السلام قال الله تعالى: "الحاسد عدو لنعتمي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي" وقال بعض السلف: أول خطيئة كانت هي الحسد، حسد إبليس آدم عليه السلام على رتبته فأبى أن يسجد له فحمله الحسد على المعصية. وقال رجل للحسن هل يحسد المؤمن؟ قال ما أنساك بني يعقوب، نعم ولكن غمه في صدرك فإنه لا يضرك ما لم تعد به يداً ولا لساناً. وقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>