ما أحسن الصدق في الدنيا لقائله ... وأقبح الكذب عند الله والناس (١) الزموه. (٢) يوصل إلى الخيرات. (٣) في السر والعلانية. (٤) بلغ في الصدق إلى غايته ونهايته حتى دخل في زمرة الصديقين الصالحين كثيري الصدق فاستحق ثوابهم ونال درجاتهم وحشر معهم. (٥) اتركوه. (٦) الفسوق والمعاصي. (٧) يتكرر ذلك منه ويستمر على طغيانه وافترائه. (٨) يحكم له بذلك ويظهره للمخلوقين من الملأ الأعلى ويلقي ذلك في قلوب أهل الأرض وألسنتهم فيستحق بذلك صفة الكذابين وعقابهم ويزدري ويحتقر ولا يوثق بأقواله وتضيع درجة احترام قوله وتبور تجارته وتكسد صنعته. قلب نظرك في أسواق العالم تجد الرابحين الصادقين يتقدم ذكرهم وتحسن حالهم ويكثر مالهم ويتكاثر الوافدون عليهم. يود صلى الله عليه وسلم من المسلم أن يكون شريفاً شجاعاً طاهر الذمة حسن السمعة ناجحاً في أعماله موثوقاً به في قوله وفعله لينال ما يريد وليحظى بالخير ولينعم بالسعادة، قال الشاعر: عود لسانك قول الصدق تحظ به ... إن اللسان لما عودت معتاد وأصدق الناس إذا حدثتهم ... ودع الناس فمن شاء كذب الله أكبر. إن الصادق يدر عليه الخير والبر والعز في الدنيا قبل الآخرة، ولقد جربت الحياة وسبرت غور التجار فعلمت أن الأغنياء منهم صادقو المعاملة، ولقد أعد لك في القاهرة طائفة قليلة تعد على الأصابع يشار إليهم بالبنان، ويقبل الناس عليهم زرافات ووحدانا من جراء صدقهم وتحديد ثمن بضاعتهم حتى لقد قال أحد العلماء إن وجود فلان هذا نعمة من نعم الله على عباده الشارين وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تاجراً صادقاً ولقد يذوق الكاذبون الخسارة في تجارتهم والكساد والخيبة في حياتهم وبعد مماتهم فلا حول ولا قوة إلا بالله.