(٢) لم يف بوعده. (٣) أعطى عهداً ونفق نفاقاً فنكث ونقض عهده ولم يرع إلاًّ ولا ذمة، قال الشاعر: ومن يوف لا يذمم ومن يهد قلبه ... إلى مطمئن البر لا يتجمجم يرشدك صلى الله عليه وسلم إلى علامات واضحة في قوم خبثت ضمائرهم وفسدت بواطنهم يظهرون لك المحبة والولاء والمودة والصفاء وقلوبهم تضطرم من الحقد والبغض لك ويبدو عليهم الصلاح والتقوى، ولكن باطنهم مملوء نفاقاً وخداعاً وكذباً وملقاً لتكون أيها المسلم العاقل الصالح الحازم على حذر فتتجنب هذه الصفات الذميمة: (أ) الكذب. (ب) الخيانة. (جـ) الغدر. وتتحلى بثلاثة: (أ) الصدق. (ب) الأمانة. (جـ) الوفاء. (٤) وإن رأيته مؤدياً حقوق الله تعالى، ولكن في قصر إيمانه ثغرة شوهته وشقوق صدعته ولم ينفع طلاؤه الحسن بإزالة علامات عدم الإيمان الكامل. لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الكذب، لأنه يجر إلى كذبات وأضرار جمة ويضيع الثقة بالكذب، ويجلب عليه الحزن الدائم والخوف من فضيحته فيصيبه الخزي والعار، ويكرهه الله ورسوله، وحذر صلى الله عليه وسلم من الخيانة لأنها نقيصة ورذيلة، والخائن مبغض مذموم مستحق سخط الله، ومقت الناس، وعقوبة القانون، وهو متهجم على أوامر الله تعالى مخالف شرعه قال تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" (من سورة النساء). ومن وصية عبد الله بن شداد لابنه: وعليك بصحبة الأخيار، وصدق الحديث، وإياك وصحبة الأشرار فإنه عار، وكن كما قال الشاعر: اصحب الأخيار وارغب فيهمو ... رب من صاحبته مثل الجرب ودع الناس فلا تشتمهم ... وإذا شاتمت فاشتم ذا حسب إن من شاتم وغدا كالذي ... يشتري الصفر بأعيان الذهب واصدق الناس إذا حدثتهم ... ودع الناس فمن شاء كذب (٥) أودع عنده شيء من سر أو مال أظهر السر وأذاعه، أو تصرف في الشيء وأتلفه، ولا يؤدي ما عليه من حقوق الله جل جلاله كالصلاة، والزكاة، والحج، والصوم. قال تعالى: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل =