للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا خاصم فَجَرَ (١) " رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

١٨ - وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثٌ من كُنَّ فيه فهو مُنافقٌ، وإن صام وصلى وحجَّ واعتمرَ، وقال: إني مُسلمٌ: إذا حَدَّثَ كذبَ، وإذا وعد أخلفَ، وإذا ائتُمِنَ خان" رواه أبو يعلى من رواية الرقاشي، وقد وثق، ولا بأس به في المتابعات.

١٩ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن العبدُ الإيمان كلهُ حتى يترك الكذب في المزاحةِ (٢) والمراء (٣) وإن كان صادقاً" رواه أحمد والطبراني.

٢٠ - ورواه أبو يعلى من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغُ العبدُ صريحَ الإيمانِ (٤) حتى يَدَعَ (٥)

المزاحَ والكذبَ، ويَدَعَ المراء، وإن كان مُحقاً" وفي أسانيدهم من لا يحضرني حاله، ولمتنه شواهد كثيرة.

٢١ - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


= المبطلون" (١٧٢ - ١٧٣ من سورة الأعراف). فهذه التكاليف والأوامر والنواهي أمانة معنوية يقوم بها المؤمن النقي التقي الوفي.
(١) اشتد غضبه وفسق وأعلن الحرب وانتقم، وفي النهاية وحديث عمر. استحمله أعرابي؛ وقال إن ناقتي قد نقبت، فقال له كذبت، ولم يحمله فقال:
أقسم بالله أبو حفص عمر ... ما مسها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهم إن كان فجر
أي كذب، ومال عن الصدق؛ والفجور الميل عن الصدق وأعمال الخير. أهـ. والفجور في المخاصمة عدم الوقوف فيها عند حدود الحق كأن ينكر حق صاحبه، أو يستحل ماله وعرضه أو يسترسل في النزاع والعداء ويكيد لخصمه بما استطاع فيحط منه؛ ويثلم عرضه، ويفتري عليه؛ ويخلق التهم له جزافاً، ويسعى به لدى الحكام والولاة؛ ويدبر المكايد، وينصب العقبات في سبيله.
(٢) الضحك والهزل؛ وفي المصباح مزح مزاحة بالفتح، والاسم المزاح؛ والمزحة المرة؛ ومازحته ممازحة ومزاحاً، من زحت الشيء عن موضعه، وأزحته عنه. إذا نحيته لأنه تنحيةس عن الجد وفيه ضعف.
(٣) الجدال والمخاصمة، والمعنى المؤمن يتحرى الصدق في جده وهزله.
(٤) خالصه وكماله.
(٥) يترك السخرية من الناس وقول الباطل ويترك الجدل والرياء، وإن كان صاحب حق لا يكثر الجدل بل ينصح ويصمت:
(أ) "وكان الإنسان أكثر شيء جدلا".
(ب) "ادفع بالتي هي أحسن".

<<  <  ج: ص:  >  >>