للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ثلاثةٌ لا يُكلمهم الله (١) يوم القيامة، ولا يُزَكِّيهِمْ (٢)، ولا ينظرُ إليهم (٣)، ولهم عذابٌ أليمٌ: شيخٌ زانٍ (٤)، ومَلِكٌ كذابٌ (٥) وعائلٌ مُستكبرٌ" رواه مسلم وغيره.


(١) لا يحدثهم حديث رحمة ونعمة.
(٢) ولا يطهرهم من أدران ذنوبهم، ولا يسامحهم.
(٣) ولا يتجلى عليهم برضوانه ليفوزوا بإحسانه.
(٤) كبير السن الفاحش مرتكب الموبقة.
(٥) حاكم وال نافذ الأمر مطاع: إن هؤلاء الثلاثة يضاعف الله عليهم العقاب، ويشتد عليهم سخطه جل جلاله. لماذا؟ لأن داعية الكذب مفقودة في الأمير السلطان؛ وشهية الجماع في الهرم زالت ففحشه شدة إجرام، وكذا الفقير يأنف العمل ويحب البطالة والكسل.
ثمرات الصدق وأضرار الكذب كما بَيَّنَها صلى الله عليه وسلم:
أولاً: الصدق ينجي، ويدعو إلى حسن الخاتمة، ويدل على القبول؛ ويزيد المسلم نوراً وثباتاً على الحق كسيدنا كعب رضي الله عنه.
ثانياً: يدخل صاحبه الجنة.
ثالثاً: يجلب محبة الله ورسوله.
رابعاً: يدل على سجية كاملة، وفطرة سليمة، وخليقة مستقيمة: (أربع من كن فيه).
خامساً: يعد الصادق من الأخيار الأبرار (القلب المخموم).
سادساً: يهدي إلى البر. قال في الفتح: من الهداية؛ وهي الدلالة الموصلة إلى المطلوب؛ والبر: التوسع في فعل الخير، ويطلق على العمل الخالص الدائم؛ قال ابن بطال: مصداقه في كتاب الله تعالى: "إن الأبرار لفي نعيم" (١٣ من سورة الانفطار) أهـ ص ٣٨٩ جـ ١٠
سابعاً: يميل الكاذب إلى الفساد وحب الإجرام والانبعاث في المعاصي.
ثامناً: يستحق الصادق كل ثناء وإطراء.
تاسعاً: يعلم المخلوقون من الملائكة أنه صادق، ويلقى ذلك في قلوب أهل الأرض (صديق).
عاشراً: يدخل الكاذب النار وكلما زاد كذبه ترك نقطاً سوداء على قلبه تضله وتغويه وتنسيه حقوق الله (يسود قلبه).
الحادي عشر: يسلط على الكاذب زبانية جهنم فترميه في فمه بالحديد والمدي (يشق شدقه).
الثاني عشر: تظهر علامات النفاق والخداع في وجه الكاذب (آية).
الثالث عشر: إيمان الكاذب ناقص وضعيف، وإن أكثر من العبادة ونفسه لم تتهذب (لا يبلغ).
الرابع عشر: يختم الكذب على وجهه فيراه أهل الأنوار (يطبع المؤمن) الكاذب كثير الخيانة فاقد الأمانة لص، الحديث (كبرت خيانة).
الخامس عشر: يحشر الكاذب ووجهه مظلم وحالته سيئة وصورته بشعة قذرة موحشة مقفرة (يسود).
السادس عشر: رزق الكاذب ضيق وعيشه نكد وأهله في فقر وأولاده في شقاء (ينقص الرزق).
السابع عشر: يحيا الكاذب وجسمه جيفة قذرة وينشر برائحته الكريهة (من نتن).
الثامن عشر: استمرار الكاذب على كذبه يساعده على اقتراف الذنوب ولا يتوب إلى الله تعالى إلا إذا صدق (أحدث توبة). =

<<  <  ج: ص:  >  >>