(١) أي يقابل هذا فيذم عدوه ويقدح في عرض خصمه، وإذا قابل هذا الخصم أثنى عليه وذم من كان يمدحه، وهكذا فيكيل بلسانين: (أ) المدح. (ب) الذم. (٢) يقلب الله هئيته في الآخرة فيظهر بلسانين في جهنم زيادة عقاب ليذوق أشد الآلام ويصطلي لسانه النار مضاعفة "نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم مؤصدة في عمد ممدة" (٦ - ٩ من سورة الهمزة). نسأل الله السلامة والرعاية والهداية. الآيات الذامة ذا الوجهين وذا اللسانين: (أ) قال الله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" (٢٠٤ - ٢٠٦ من سورة البقرة). (الألد): الخصم الشديد العنيد، والحرث: الزرع، والعزة: الأنفة التي حملته على ارتكاب .. ، والمهاد: الفراش. (ب) وقال تعالى: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً" (١٤٥ - ١٤٦ من سورة النساء) "درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفوراً رحيما" (٩٦ من سورة النساء). (جـ) وقال تعالى: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" (٨ - ١٢ من سورة البقرة). (د) وقال تعالى: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين" (١٤ - ١٦ من سورة البقرة). =