للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - وعن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل أذهب عنكم عُبِّيّةَ الجاهلية (١)، وفخرها (٢) بالآباء، الناسُ بنو آدم، وآدمُ من تُرابٍ: مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ (٣) لَيَنْتَهِيَنَّ (٤) أقوامٌ يفتخرون برجالٍ (٥) إنما هُم فحمٌ من فحمِ جهنم، أو ليكونن (٦) أهون على الله من الجُعْلاَنِ التي تدفعُ النتن بأنفها" رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وتقدم لفظه، والبيهقي بإسناد حسن أيضاً، واللفظ له، وتقدم معنى غريبه في الكبر.


= فأصحاب العقول الكاملة هم المبرزون في أداء المأمورات المحصلون المدخرون الثواب من الله عز شأنه، كما قال تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا" (٣٠ من سورة الكهف).
قال الشاعر:
العلم زين فكن للعلم مكتسبا ... وكن له طالبا ما عشت مقتبسا
اركن إليه وثق بالله واغن به ... وكن حليماً رزين العقل محترسا
وكن فتى سالكاً محض التقى ورعا ... للدين مغتنما في العلم منغمسا
فمن تخلق بالآداب ظل بها ... رئيس قوم إذا ما فارق الرؤسا
ولمحمود باشا سامي البارودي:
فانهض إلى صهوات (١) المجد معتليا ... فالباز (٢) لم يأو إلا عالي (٣) القلل
ودع من الأمر أدناه لأبعده ... في لجة البحر ما يغني عن الوشل (٤)
قد يظفر الفاتك (٥) الألوى (٦) بحاجته ... ويقعد العجز بالهيابة (٧) الوكل (٨)
وكن على حذر تسلم فرب فتى ... ألقى به الأمن بين اليأس والوجل
ولا يغرنك بشر (٩) من أخى ملق ... فرونق الأل (١٠) لا يشفي من الغلل (١١)
لو يعلم المرء ما في الناس من دخن (١٢) ... لبات ود ذوي القربى على وخل (١٣)
(١) الكبر بضم العين من التعبية: أي المتكبر ذو تكلف وتعبية خلاف من يسترسل على سجيته، وبكسر العين من عباب الماء، وهو أوله وارتفاعه. أهـ نهاية. في القاموس كسر الباء وتشديدها الكبر والفخر والنخوة.
(٢) تفاخرها.
(٣) في العالم صنفان:
(أ) صالح عامل بآداب الله ورسوله موحد به يخشاه ويرجو رحمته ويدعوه رغباً ورهباً.
(ب) مجرم فاسق عاصٍ، وإن ربك لبالمرصاد يثيب المحسن، ويجازي المسيء.
(٤) ليبتعدن.
(٥) الأجداد الذين ماتوا على الكفر والعناء ومعاكسة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد عذبهم بالنار فصاروا لهباً لها وحطباً موقدا.
(٦) أو ليجعل الله رائحتهم قذرة ولا احترام لهم ودرجتهم مثل الحشرات الحقيرة التي تسكن في الأماكن الخربة والمراحيض، وفي المصباح الجعل بوزن عمر: الحرباء، وهي ذكر أم حيين وجمعه جعلان مثل صرد وصردان. أهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>