للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - وَرُوِيَ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلِيه وسلم: ثلاَثٌ مُتَعَلِّقاتٌ بالْعَرْشِ (١): الرَّحِم تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ فَلاَ أُقْطَعُ، والأَمَانَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ فَلاَ أُخَانُ، وَالنِّعْمَةُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ فَلاَ أُكْفَرُ. رواه البزار.

خيركم قرني

١١ - وَعَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَن النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: خَيْرُكُمْ قَرْنِي (٢)،

ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (٣)، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ (٤)، وَيَخُونُونَ (٥) وَلا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ (٦) وَلا يُوفُونَ، وتَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ (٧). رواه البخاري ومسلم.


(١) أي المستجيرة بالله طالبة الغوث منه تعالى راجية أن يحرسها بجلاله ويذب عنها بعظمته ما يؤذيها، والمراد تعظيم شأنها وفضيلة المعتنى بها:
أ - صلة الرحم.
ب - الأمانة.
جـ - النعمة تحتاج إلى شكر الله وإنفاق في سبيل الله تعالى.
(٢) خيركم قرني كذا د وع ص ٢٧٩ - ٢ وفي ن د: خير القرون: أي أفضل الأزمان عند الله تعالى عصري الذي وجدت فيه وعشت فيه لكثرة الرحمات وازدهار الإسلام وبزوغ شمسه الوضاءة في قلوب العاملين الأبرار. قال تعالى: [وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم] من سورة الأنفال.
فوجوده صلى الله عليه وسلم خير وبركة ونور وإرشاد، وقد نالت أمته صلى الله عليه وسلم الخيرية على الأمم السابقة بنسبتهم إليه صلى الله عليه وسلم واتباعه، فكيف لا يكون عصره أفضل العصور ما ضيها ومستقبلها؟ والقرن مائة سنة، أو جيل من الناس.
(٣) يتبعونهم بعد زمن محدد: أي الصحابة والتابعون وتابع التابعين، وبعد ثلثمائة سنة يكثر الفساد، وينتشر الضلال ويعم الشر.
(٤) لا تطلب منهم الشهادة فيقدمون أنفسهم زوراً وظلماً؛ والمعنى لا ضمير لهم يؤنبهم عن قول الباطل خوفاً من الله تعالى كما قال عز شأنه: [واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به] من سورة الحج.
(٥) يؤدون الوديعة ناقصة ولا يحفظون الشيء الذي في ذمتهم تماماً.
(٦) يلزمون أنفسهم بأداء شيء لله تعالى على سبيل الوجوب، ولا يقومون به؛ ومعنى النذر التزام قربة غير لازمة بأصل الشرع، قال الله تعالى: [وليوفوا نذورهم] وشرطه أن يكون مكلفاً مسلماً مختاراً نافذ التصرف فيما ينذره، فلا يصح من صبي ومجنون، وكافر ومكره؛ ويصح من سكران متعد، ومن محجور عليه بسفه، ومفلس في القرب البدنية كالصلاة، ولا يصح في المالية من السفيه، ولا من المفلس في العينية، ويصح منه في الذمة، ويخرج بعد حقوق الغرماء، وأركانه: ناذر ومنذور وصيغة.
(٧) لا يهمهم في الحياة إلا ملء بطونهم بالملذات وأصناف الطعام والشراب، ولا يفعلون الواجب عليهم إزاء النذر. قال القسطلاني: لحرصهم على الدنيا يتمتعون بلذاتها فتسمن أجسامهم، وتكون ضخمة، وهذه من صفات الكفار كما قال تعالى: [والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم] ١٢ من سورة محمد صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>