للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه الترمذي، وقال: لا نعلم أحداً روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة.

٩ - وفي رواية للترمذي من حديث أبي هريرة: إِذَا اتُّخِذَ الْفَيْءُ دُوَلاً (١) وَالأَمَانَةُ مَغْنَمَاً، والزَّكَاةُ مَغْرَمَاً، وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ دِينٍ (٢)، وَأطَاعَ الرَّجُلُ اَمْرَأَتَهُ، وَعَقَّ أُمَّهُ، وأَدْنَى صَدِيقَهُ (٣)، وأَقْصَى أَبَاهُ (٤) وَظَهَرَتِ الأَصْوَاتُ في المَسَاجِدِ، وَسَادَ (٥) الْقَبِيلَةَ فَاسِقُهُمْ وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَظَهَرَتِ القِيْناتُ والمَعَازِفُ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ، وَلَعَنَ آخِرُ هذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحاً حَمرَاءَ، وخَسْفاً وَمَسْخاً وقَذْفاً (٦)، وآيَاتٍ تَتَابَعُ (٧) كَنِظَامٍ بَال قُطِعَ سِلْكُهُ فَتَتَابَعَ. قال الترمذي: حديث غريب.


= كان يفسقون (١٦٥) فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين (١٦٦)، وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن بربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم (١٦٧)] من سورة الأعراف.
لقد ترك بعض الناس آداب الدين ظهرياً فضلوا وأضلوا واتبعوا شهواتهم ولم يقتدوا بالصلحاء ولم يتوسموا مناهج العلماء العاملين وزاد الاعتداء فعم البلاء بسبب فسقهم. (عتوا) تكبروا عن ترك ما نهوا عنه (ليبعثن) ليسلطن على اليهود الإذلال وضرب الجزية. قال البيضاوي: وقد بعث الله عليهم بعد سيدنا سليمان عليه السلام بختنصر فخرب ديارهم، وقتل مقاتليهم وسبى نساءهم وذراريهم وضرب الجزية على من بقي منهم، وكانوا يؤدونها إلى المجوس حتى بعث الله سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ففعل ما فعل ثم ضرب عليهم الجزية فلا تزال مضروبة إلى آخر الدهر (لسريع العقاب) عاقبهم في الدنيا (لغفور) لمن تاب وآمن أهـ.
تفكر في أخبار المسلمين الآن ١٩٥٥ م في العالم تجد ذلاً وأسراً. لماذا؟ لأنهم تركوا تعاليم كتاب الله، وسنة نبيه، ووالله لو اتبعنا آداب ديننا كما أمر الله ورسوله لزادت النعم، وذهبت الآفات وكثر الخير، ووضعت البركة في الربح والأولاد ولتمتعنا بصنوف الحرية كما قال الله تعالى: في كلامه العزيز [الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا: ألم نكن معكم، وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين، فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً] (١٤١) من سورة النساء.
تأمل هذه الآية واقرأها مراراً لتعرف سبب ذل المسلمين، هل تقطع يد السارق الآن؟ هل تقام الحدود على حسب دين محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل نخلص لله في طاعته؟ هل نتحلى بمكارم الأخلاق؟ هل نجتنب الغيبة والنميمة؟ هل نتحد ونتصافى ونخلص في العمل؟.
(١) المغانم.
(٢) أي كان تعليم العلوم، واجتناء المعارف لطلب الدنيا وزخارفها وجلب أموالها واكتساب الوظائف العالية، ولم يوصل العلم إلى معرفة لباب الدين وتقوى الله وصالح الأعمال.
(٣) قربه.
(٤) أبعد أبويه.
(٥) ترأس على طائفة من الناس.
(٦) سبّاً واسترسالاً في الشتائم والشرور، يقال قذف المحصنة قذفاً: رماها بالفاحشة والقذيفة: القبيحة، وهي الشتم، وقذف بقوله: تكلم من غير تدبر ولا تأمل، والمعنى اقتراف الذنوب يصرف الإنسان عن الجد والإتقان إلى هزل القول ورديئه ولغوه وسبابه، وانتشار العداوة بين النفوس.
(٧) علامات عذاب تترى وتنزل بكثرة كعقد تقطع فتناثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>