للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَغْنَمَ (١) دُوَلاً (٢)، وَإِذَا كَانَتِ الأَمَانَةُ مَغْنَمَاً، والزَّكَاةُ مَغْرَماً (٣)، وأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ (٤)، وعَقَّ أُمَّهُ (٥)، وبَرَّ صَدِيقَهُ (٦)، وَجَفا أَبَاهُ (٧)، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ في الْمَسَاجِدِ (٨)، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ (٩) أَرْذَلَهُمْ (١٠)، وأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ (١١)، وَشُرِبَتِ الْخَمْرُ، وَلُبِسَ الْحَرِيرُ، واتُّخِذَتِ الْقَيْنَاتُ (١٢) والْمَعَازِفُ (١٣)،

وَلَعَنَ آخِرُ (١٤) هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحاً حَمْرَاءَ (١٥)، أَوْ خَسْفاً (١٦) أَوْ مَسْخاً (١٧).


= عند الله والناس، ملهم بالتوفيق مسدد شريف النفس، مستقيم الخطة. إن الأمين لا يكذب ولا يداهن ولا يمالق. لأن نفسه نقية غير ملوثة بأدران الرذائل. فطرة الله التي فطر الناس عليها، لأنه تعود على عزة النفس وإباء الضيم ونقاء الضمير وصدق القول، ولأنه يخشى الله في جميع أطواره.
(١) الغنيمة واكتساب الخيرات من العدو، الشيء المعطى يعد غنيمة وتحسب الوديعة مكسباً يضن بردها من ائتمن ويستسيغها، وينتفع بها ويملكها ظلماً.
(٢) جمع دولة بالضم، وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم.
(٣) تعد غرامة وضريبة لا بد منها فتخرج بالقوة والقسر.
(٤) مشى في هواها فجرته إلى المعاصي.
(٥) عصاها وأهانها ولم يكرمها.
(٦) وأحسن إليه دون والديه.
(٧) لم يوده ولم يطعه وقطع بره.
(٨) كثر اللغو فيها.
(٩) رئيس وعظيم.
(١٠) أكثرهم قباحة وقل أدبه وساء خلقه.
(١١) لشدة فجوره يعطى خشية انتقامه، ولا يجد من يردعه أو يؤدبه وضيع الحق وطغى الجبار.
(١٢) المغنيات من الإماء، المفرد قينة: أي أمة، والآن باصطلاح المدنية الفاسدة كمريرة، أي خدامة سرير: أي يسترسل المسلم شهواته ويترك النكاح الحلال ويتمتع بالنساء بلا عقد شرعي، ويتهاون في حقوق الله، ومن صفات الصالحات كما قال تعالى: [ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (٦٨) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (٦٩) إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً] من سورة الفرقان.
(١٣) آلات الطبل واللهو الغناء، والمعنى يكثر من الطرب ويقبل على الملاهي وينسى حقوق الله ..
(١٤) أي ذم أهل هذا الزمن السلف الصالح والصحابة والأبرار والعاملين التابعين، ومن حذا حذوهم، وهذا كثير الآن، نرى المتشدقين يتركون الصلاة ويتحذلقون في كلامهم ويشدون النكير على من سبق من الأولياء الصالحين، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(١٥) إذا وجدت هذه الخصال يمر عليهم هواء كله سموم وأمراض، وغارات جوية كلها آفات تهلك الحرث. والنسل فتنتشر الدودة وتفتك بالزروع والثمار.
(١٦) اهتزاز الأرض وانقلاب أطرافها فتتهدم المنازل على أصحابها وتقل الأضواء، من خسف المكان: غار في الأرض، وخسف القمر: ذهب ضوؤه.
(١٧) قلب الخلقة من شيء إلى شيء كما مسخت القردة من بني إسرائيل، قال تعالى: [فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنصرين] ٨١ من سورة القصص.
وقال تعالى: [وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً] ٥٩ من سورة الكهف.
وقال تعالى: [فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما =

<<  <  ج: ص:  >  >>