للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وفي رواية: ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيْمَانِ وَطَعْمَهُ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ في اللهِ وَيَبْغَضَ في اللهِ، وَأَنْ تُوقَدَ نَارٌ عَظِيمَةٌ فَيَقَعَ فِيهَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُشْرِكَ باللهِ شَيْئَاً. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

٣ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليه وسلم: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيامَةِ: أَيْنَ المُتَحابُّونَ بِجَلالِي (١) الْيَوْمَ أُظِمُّهُمْ في ظِلِّي (٢) يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي. رواه مسلم.

من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا الله

٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ. رواه الحاكم من طريقين وصحح أحدهما.

٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ (٣) يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ (٤)، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ (٥)، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المسَاجِدِ (٦)،


= بحسب ذلك. قوال الشيخ محي الدين: هذا حديث عظيم أصل من أصول الدين، ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات، وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا، ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك الرسول، وإنما قال: مما سواهما، ولم يقل ممن، ليعم من يعقل، ومن لا يعقل، قال: وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية.
(١) بعظمتي وابتغاء وجهي يريدون ثوابي ويتعاونون ويتوادون لأجلي، يقال فعلته من جلالك: أي من أجلك.
(٢) أرحمهم وأقيهم أهوال القيامة وأصد عنهم العذاب، ففيه الترغيب في محبة المسلم لأخيه بإخلاصٍ لله تعالى وحده.
(٣) في ظل عرشه ويحيطه برحمته ويغمره بنعيمه فيشعر بسعادة. قال المناوي: وغيره المراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين وقربت الشمس من الرؤوس واشتد عليهم حرها، وأخذهم العرق، ولا ظل هناك إلا ظل العرش. وقال ابن دينار: المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكن عن المكاره في ذلك الموقف، يقال فلان في ظل فلان: أي في كنفه وحمايته، وهذا أولى الأقوال، وقيل المراد بالظل الرحمة.
(٤) قال العلقمي: قالوا: هو كل من نظر في شيءٍ من أمور المسلمين من الولاة والحكام أهـ، أي كل من رأس عملاً فعدل، وكان سيد جماعة فصدق وقال الحق من حاكم إلى متولي أمور أسرته.
(٥) أي ابتدأ عمره في طاعة الله جل جلاله وتحصيل الصالحات فلم تكن له صبوة وما مر عليه زمن ضيعه في معصيته. وخص الشاب لكونه مظنة الشهوة وأدعى إلى الغواية، وأقرب إلى الهوى فحفظه الله من كل سوء.
(٦) شديد الحب لها يعمرها بالعبادة، ويساعد على نظافتها ويشارك في تشييدها، ويؤدي الفروض جماعة =

<<  <  ج: ص:  >  >>