للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩ - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ أَحَبَّ للهِ، وأَبْغَضَ للهِ، وأَعْطَى للهِ، وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيْمَانَ. رواه أبو داود.

إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله

٣٠ - وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّ عُرَى (١) الإِسْلامِ أَوْثَقُ؟ قالُوا: الصَّلاةُ. قالَ: حَسَنةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا قالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ. قالَ: حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِه؟ قالُوا: الْجِهَادُ. قالَ: حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ؟ قالَ إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيْمَانِ أَنْ تُحِبَّ في اللهِ وَتُبْغِضَ في اللهِ. رواه أحمد والبيهقي، كلاهما من رواية ليث بن أبي سليم، ورواه الطبرانيّ من حديث ابن مسعود أخصر منه.

٣١ - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: أفْضَلُ الأَعْمَالِ الْحُبُّ في اللهِ، وَالْبُغْضُ في اللهِ. رواه أبو داود، وهو عند أحمد أطول منه، وقال فيه:

إِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ الْحُبُّ في اللهِ، والْبُغْضُ في اللهِ. وفي إِسنادهما راوٍ لم يسمّ.

٣٢ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مَتَى السَّاعَةُ (٢)؟ قالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا (٣)؟ قالَ: لاَ شَيْءَ إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (٤).

قالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه


(١) رابطة، جمع عروة، أوثق أمتن وأشد، أي الأشياء التي أتبعها فأكسب شيئاً كثيراً وخيراً وفيراً عليه أرتكن وأعتمد وأثق، فأخبر صلى الله عليه وسلم عن الأعمال الجليلة التي تقوي رابطة الإسلام، وتزيد الإيمان وضوحاً، وكمالاً:
أ - الصلاة.
ب - الصوم.
جـ - الدفاع عن الدين.
د - والرابطة المتينة للإيمان المحبة لله والبغض في الله، وفي الغريب: العروة ما يتعلق به من عراه: أي ناحيته. قال تعالى: [فقد استمسك بالعروة الوثقى] من سورة البقرة. وذلك على سبيل التمثيل أهـ.
(٢) في أي زمن يأتي يوم القيامة.
(٣) أي شيء عملته استعداداً لحسابها العسير.
(٤) في الجنة بحسب نيته من غير زيادة عمل، لأن محبته لهم كطاعتهم والمحبة من أفعال القلوب فأثيب على معتقده، لأن النية الأصل، والعمل تابع لها، قال الله تعالى: [قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله] من سورة آل عمران. أهـ قسطلاني من الجواهر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>