يتحادث الأصحاب في الجنة عن المعارف والفضائل، وما جرى لهم في الدنيا وعليهم فتصدى أحدهم في مكالمتهم كان لي جليس في الدنيا يوبخني على التصديق بالبعث [لمدينون] لمجزيون ثم لفت نظرهم إلى أهل النار [هل أنتم مطلعون] لأريكم ذلك القرين، وقيل القائل هو الله أو بعض الملائكة يقول لهم هل تحبون أن تطلعوا على أهل النار فتعلموا أين منزلتكم من منزلتهم، والحمد لله قد أفادت صحبة الأخيار الثبات على الإيمان. أما ذلك الشرير فلم يصاحبنا، لأنه ينكر يوم القيامة، وكان يقول لنا كما أخبر الله تعالى عنه [أفما نحن بميتين (٥٨) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين (٥٩) إن هذا لهو الفوز العظيم (٦٠) لمثل هذا فليعمل العاملون (٦١)] من سورة الصافات. (١) عمل سيدنا أنس صالحاً ووثق بالدرجات العالية لساداتنا الخلفاء الراشدين فأحبهم رجاء أن يحشر معهم. وأنا أشهد الله جل جلاله أني أحب الصحابة والتابعين وتابعي التابعين متضرعاً إليه جل وعلا أن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين إنه قدير غفور رحيم. قال عبد القيس بن خفاف البرجمي: ودع القوارص للصديق وغيره ... كيلا يروك من اللثام العذل وصل المواصل ما صفا لك وده ... واجذذ حبال الخائن المتبدل واحذر محل السوء لا تحلل به ... وإذا نبا بك منزل فتحول وللإمام علي الرضا: من نازع الأفيال في أمرهم ... بات بعيد الرأس عن جثته من لاعب الثعبان في كفه ... هيهات أن يسلم من لسعته من عاشر الأحمق في حاله ... كان هو الأحمق في عشرته لا تصحب النذل فتردى به ... لا خير في النذل ولا صحبته من اعتراك الشك في جنسه ... وحاله فانظر إلى شيمته من غرس الحنظل لا يرتجى ... أن يجتني السكر من غرسته من جعل الحق له ناصراً ... أيده الله على نصرته وقال تقي الدين أبو بكر بن حجة الحموي: جهد البلاء صحبة الأضداد ... فإنها كي على الفؤاد أعظم ما يلقى الفتى من جهد ... أن يبتلى في جنسه بالضد فإنما الرجال بالإخوان ... واليد بالساعد والبنان =