للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْماً إِلا حُشِرَ مَعَهُمْ (١). رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد جيد، ورواه في الكبير من حديث ابن مسعود.

لا يحب رجل قوماً إلا جعله الله معهم

٣٩ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: ثلاَثَةٌ حُلِفَ عَلَيْهِنَّ (٢):

لاَ يَجْعَلُ اللهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ في الإِسْلامِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَأَسْهُمُ الإِسْلاَمِ ثَلاَثَةٌ: الصَّلاةُ والصَّوْمُ والزَّكاةُ، وَلاَ يَتَولَّى اللهُ عَبْداً (٣) في الدُّنْيَا فَيُوَلِّيَهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٤)، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْماً إِلاَّ جَعَلَهُ اللهُ مَعَهُمْ. الحديث. رواه أحمد بإسناد جيد.

٤٠ - وَعَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ الذَّرِّ (٥) عَلَى الصَّفَا (٦) في اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، وأَدْنَاهُ أَنْ تُحِبَّ عَلَى شَيْءٍ مِنْ الْجَوْرِ، وَتُبْغِضَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْعَدْلِ، وَهَلِ الدِّينُ إِلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ. قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله (٧)] رواه الحاكم، وقال صحيح الإسناد.


(١) أحياه الله وأوجده في زمرة الصالحين يتنعم مثلهم ويغمر بالبركات الطيبات.
(٢) أقسم بالله أن نتائج هذه الثلاثة محققة فتصيب الحائز على سهم من الإسلام كبير الأجر، والخالية صحيفته من ثواب هذا السهم سوداء: أي لا يستوي عند الله تعالى في الدرجة والثواب من عمل صالحاً، وتحلى بآداب الدين وأجاب الداعي، ومن تكاسل في الصلاة، ومن بخل في الزكاة، ومن أفطر في رمضان. الله عادل:
أ - يثيب المحسن.
ب - ويعاقب المسيء.
(٣) يجعله سبحانه عماده وينفذ أوامره ويخشاه، ويجعل القرآن قبلته، والسنة كعبته والعلماء العاملين قدوته.
(٤) فيحكمه مخلوق مثله ويتأمر عليه ويستبد به:
وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان
أشاهد أفذاذاً قلائل تفكيرهم في الله وأعمالهم لله، ولا يخشون غير الله فترى السكينة ترفرف عليهم والوقار يحيط بهم، والهداية وصواب القول دينهم يغمرهم احترام الخلق وتبجيلهم ومساعدتهم لله كما وعد جل جلاله [ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى، وإلى الله عاقبة الأمور] ٢٢ من سورة لقمان.
(٥) صغار النمل.
(٦) الصخرة الملساء، والمعنى يحذر الإنسان أن يجعل لله شريكاً في أعماله، وأقرب الشرك يتسرب من حب إنسان ظالم وتبغض العادل، فالمؤمن يحب الصالح لأعماله لله، ويكره الفاجر العاصي لمخالفته أوامر الله.
(٧) أخبر يا محمد أن الذي يريد أن الله يحبه يتبعك ويعمل بشرعك، ويتحلى بآداب القرآن فبرهان المحبة الصادقة اتباعك، والعمل بما جئت به، وكل محبة لا يؤيدها البرهان والعمل لمحبة كاذبة، وهذا مشاهد، وإن دلائل محبتك لصديقك أن تعمل مثله وتقتدي به، وتقبل على إرشاداته وتتخلق بأخلاقه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>