(١) تشاءم بالشيء: أي مر على طير قابله من جهة الشمال فظن شراً، يقال التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما، وكان ذلك يصد أهل الجاهلية عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله، ونهى عنه وأخبر صلى الله عليه وسلم عن نقصان دين المتشائم، وأنه ليس على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم أنه ناء عن الهدى بعيد عن الصواب إذ ليس لهذا تأثير في جلب نفع أو دفع أو ضر، وفي النهاية "ثلاث لا يسلم أحد منهن: الطيرة، والحسد والظن قيل فما نصنع؟ قال إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ؛ وإذا ظننت فلا تحقق" وإنما جعل الطيرة من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعاص أو يدفع عنهم ضراً إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع الله في ذلك، وقوله صلى الله عليه وسلم "ولكن الله يذهبه بالتوكل" معناه إذا خطر له عارض التطير فتوكل على الله تعالى وسلم إليه ولم يعمل بذلك الخاطر غفره الله ولم يؤاخذه به، وفيه "إياك وطيرات الشباب" أي زلاتهم وعثراتهم، جمع طير أهـ. (٢) تشاءم الناس له فصدقهم، وأعرض عن الشروع فيما كان ينوي تنفيذه، ففيه الترغيب في الاعتماد على الله والعمل بعزيمة صارمة وإرادة قوية. [فإذا عزمت فتوكل على الله] .. (٣) يدعي معفرة الغيب ويتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويتهجم ويكذب ويقول إنه يعرف الأسرار، وما في الضمائر وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما، فمنهم من كان يزعم أن له تابعاً من الجن ورئياً يلقي إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله وحاله، وهذا يخصونه باسم العراف كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما، والعرب تسمي كل من يتعاطى علماً دقيقاً كاهناً. (٤) ذهب إلى كاهن وصدق أقواله. (٥) ذهب إلى ساحر وآجره وصدق شعوذته ومال إلى إضلاله وكذبه.