للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَمُرْ (١) بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَيُقْطَعَ فَيُجْعَلَ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآنِ، وَمُرْ بالْكَلْبِ فَلْيَخْرُجْ. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وتأتي أحاديث من هذا النوع في اقتناء الكلب إن شاء الله تعالى.

١٦ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاثَةٍ بِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ، وَبِكلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِالمُصَوِّرينَ (٢).

رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

[عنق] بضم العين والنون: أي طائفة وجانب من النار.


(١) فكر، كذا د وع ص ٢٩٢ - ٢ وفي ن ط فأمر وأمر، وأورد الفتح حديث عائشة ثم التفت، فإذا جرو كلب سريره فقال يا عائشة متى دخل هذا الكلب؟ فقالت وإيم الله ما دريت ثم أمر به فأخرج فجاء جبريل فقال: واعدتني فجلست لك فلم تأت فقال منعني الكلب الذي كان في بيتك، وفي رواية النسائي إما أن يقطع رموسها أو تجعل بسطاً توطأ.
ثم قال وفي هذا الحديث ترجيح قول من ذهب إلى أن الصورة التي تمتنع الملائكة من دخول المكان التي تكون فيه باقية على هيئتها غير ممتهنة فأما لو كانت ممتهنة أو غير ممتهنة لكنها غيرت عن هيئتها إما بقطعها من نصفها أو بقطع رأسها فلا امتناع. وقال القرطبي: ظاهر حديث زيد بن خالد عن أبي طلحة الماضي؛ قيل إن الملائكة لا تمتنع من دخول البيت الذي فيه صورة إن كانت رقماً في الثوب وظاهر حديث عائشة المنع، ويجتمع بينهما بأن يحمل حديث عائشة على الكراهة. وحديث أبي طلحة على مطلق الجواز، وهو لا ينافي الكراهة؛ وفي البخاري باب كراهية الصلاة في التصاوير. قال في الفتح: أي في الثياب المصورة، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم "أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي" أي أزيلي، وإذا كانت تلهي المصلي وهي مقابلة فكذا تلهيه وهو لابسها، بل حالة اللبس أشد. ونقل عن الحنفية أنه لا تكره الصلاة إلى جهة فيها صورة إذا كانت صغيرة، أو مقطوعة الرأس وهذه كانت تصاويره من غير الحيوان أهـ.
ولفظ الحديث كما في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال "كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي" أهـ ص ٣٠٢ جـ ١٠.
(٢) أي يخصص الله صورة فظيعة وحشية جهنمية نارها شديدة لثلاثة:
أ - المشرك.
ب - الظالم.
جـ - المصور.
عقاب المصور كما قال صلى الله عليه وسلم
أولاً: يستمر عذابه ويزداد وعيده ويشتد عقابه.
ثانياً: يعد من كبار الظالمين المفسدين العتاة الطغاة (ومن أظلم). =

<<  <  ج: ص:  >  >>