(٢) الذي يطلب إزالة ذنوبه بطلب المغفرة مع إصراره على العصيان وعكوفه على الفسوق تهجم منه على عظمة الله وسخرية منه ومجون وطمع في رحمة القادر القهار الجبار واستهزاء بالخالق المنتقم، وقد حكى الله تعالى عن اليهود والمنافقين مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمون بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامه ونصره كذباً وخداعاً، ولكن يصرون على عداوته ويضمرون الخصام له فخزاهم الله ولم يقبل أي عمل لهم وفضحهم كما قال تعالى في سورة المجادلة [ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون (١٤) أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعلمون (١٥) اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين (١٦) لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (١٧) يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون (١٨) استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (١٩)] من سورة المجادلة. قال البيضاوي فتمرنوا على سوء العمل وأصروا عليه. إن الفساق الآن يتهاونون في حقوق الله امتهاناً بأنفسهم وتساهلاً واستهزاءً بعقولهم الضالة التائهة الغافلة عن الله فترى العصاة يسوفون في الصلاة ويؤجلون عمل الخير إلحاداً وإفساداً كما قال تعالى فيهم: [نسوا الله فنسيهم] قال في الغريب إذا نسب ذلك إلى الله فهو تركه إياهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه كما قال تعالى: [فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا] من سورة الأعراف. وكما قال تعالى: [ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (١٩)] من سورة الحشر أي تركوا ذكره عز وجل وما أمرهم به فتركهم سبحانه من ذكره بالرحمة والتوفيق. مسكين من لم يتب وماذا ينتظر.؟ والله تعالى له رقيب وحسيب فليستيقظ الإنسان من سباته وليكثر من الاستغفار في الأسحار رجاء غفرانه سبحانه: ما أحسن الخلوة فيذكر الإنسان هول الموقف وما أحاطه من نعم مولاه وماذا عمل استعداداً، وبذا يتجلى الإله برأفته ورحماته فيظله برضوانه ويكون أحد السبعة [ذكر الله خالياً ففاضت عيناه]. (٣) أجاب سيدنا أنس أن البكاء على التقصير في عمل الصالحات توبة والتضرع إلى المولى بالقول وإقلاع =