ب - وقال تعالى: [إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين (٦) يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد (٧)] من سورة المجادلة. (١) عند الاحتضار يبشر الله الصالح بنعيمه، والطالح بالعذاب. (٢) موصلتان للأعمال لمن يريد التحصيل وتشييد المحامد فالإنسان خلق ليعمل وينتهز فرصة وجوده فيكد في البر والخير ويجد في المكارم كما قال تعالى: [تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير (١) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور (٢)] من سورة الملك. (٣) التأجيل في التوبة ونية التأخير في عمل صالح، بل أسرعوا وتوبوا إلى الله واعملوا صالحاً؛ ففيه الترغيب في الإنابة إلى الله والعمل بكتابه وسنة نبيه وترك الآمال والأماني الكاذبة. (٤) فجأة. (٥) بتأجيل عقاب المذنب، والحليم من أسماء الله تعالى ومعناه الذي لا يستخفه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم. سبحانه صبور مؤخر عقاب المسيء يمهل وينتظر الإنابة "ويتوب الله على من تاب" .. (٦) أقرب شيء يملكه، ومعنى الشراك: أحد سيور النمل التي تكون على وجهها، وهذا على سبيل التقريب والتفهيم إلى أن النعيم أو العذاب مدرك بسرعة، وبعد خروج الروح يرى المؤمن الطائع ثوابه والعاصي عقابه، فالعاقل من تاب إلى الله وأسرع في الطاعة وجد في العبادة، ولا يعلم انتهاء العمل إلا الله جل جلاله؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يرغب المؤمن في التوبة رجاء إدراك رحمة الله وثوابه، ويبغضه في القنوط وينفره من الكبر والغرور كما قال تعالى: [اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً، وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (٢٠) سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (٢١)] من سورة الحديد. (٧) مقدار رأس نملة صغيرة. (٨) يدرك جزاءه ويتمتع بنعيمه. قال النسفي، روي أن جد الفرزدق أتاه عليه السلام ليستقرئه فقرأ عليه هذه الآية فقال حسبي حسبي، وهي أحكم آية، وسميت الجامعة، والله أعلم أهـ. قال البيضاوي: ولعل حسنة الكافر وسيئة المجتنب عن الكبائر تؤثران في نقص الثواب والعقاب، وقيل الآية مشروطة بعدم الإحباط والمغفرة أو من الأولى مخصوصة بالسعداء والثانية بالأشقياء لقوله تعالى: [يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم (٦)] من سورة الزلزلة. أي من مخارجهم من القبور إلى الموقف متفرقين بحسب مراتبهم أهـ.