للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَوَارِحَهُ (١) وَمَعالِمَهُ (٢) مِنَ الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَاهِدٌ مِنَ اللهِ بِذَنْبٍ (٣). رواه الأصبهاني.

١٨ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: النَّادِمُ (٤) يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ الرَّحْمَةَ، وَالمُعْجِبُ (٥) يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ (٦)، واعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ أَنَّ كُلَّ عَامِلٍ (٧) سَيَقْدُمُ عَلَى عَمَلِهِ، وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى


(١) أيديه وأرجله.
(٢) آثاره التي دب فيها للمعصية ومشى فيها، قال تعالى: [من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد (٤٦)] من سورة فصلت.
فاتق الله يا عبد الله وأسرع بالتوبة واعمل بأوامر الله لتربح، واعلم أن عمرك محدود ولن تضمن طوله فقد وعدك الله جل وعلا أن ينسى الكتبة ماعملت من سوء ويبعد جوارحك عن الشهود عليك بما اقترفت من الذنوب، ويضيع آثار مشيك للأذى، أو لارتكاب المعاصي؛ وقد قال تعالى في محكم كتابه [ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهو يوزعون (١٩) حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودها بما كانوا يعملون (٢٠) وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون (٢١) وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعلمون (٢٢) وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين (٢٣)] من سورة فصلت.
وقال تعالى [يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله يدنهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين (٢٥)] من سورة النور.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لنا الدواء الناجع، ألا وهو التوبة وعقد الخناصر على طاعته سبحانه وتقوية العزيمة في عبادته، وأشار إلى السلاح القاطع الذي يخرس كل شهود على العصيان، ألا وهو الإنابة إلى الله مع ذكره سبحانه وتأدية الواجبات والابتعاد عن السيئات، قال تعالى:
أ -[ولمن خاف مقام ربه جنتان (٤٦)] من سورة الرحمن.
ب -[هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (٦٠)] من سورة الرحمن.
جـ - وفي سورة الواقعة ذكر سبحانه وتعالى (١).
أ - الزرع.
ب - الماء.
جـ - النار، أي أنه هو السبب في إيجاد أولئك، قال جل شأنه [فسبح باسم ربك العظيم (٧٤)] من سورة الواقعة.
قال النسفي: أي فنزع ربك عما لا يليق به أيها المستمع المستدل: أي قل سبحان ربي العظيم أهـ لأنه جدير بذلك.
(٣) دليل مسامحته لا يرى عليه شاهداً أبداً.
(٤) الباكي على خطاياه والحزين على تقصيره، وفي المصباح: ندم إذا حزن أو فعل شيئاً ثم كرهه.
(٥) المترفع المتكبر الذي يستحسن عمله الذي يتعاظم ويتفاخر.
(٦) السخط والعذاب لأنه مراء كذاب. ينتظر المقت كذا ط وع ص ٣٠٩ - ٢ وفي ن د: ينتظر من الله المقت.
(٧) إنسان في الحياة أو إنسانة سيقبل يوم القيامة ويرى صحائف أعماله إن خيراً وإن شراً كما قال تعالى:
أ -[والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا =

<<  <  ج: ص:  >  >>