(١) أي سبحه ومجده وعظمه سبحانه: أي تفكر في صنعه تعالى وخلقه واحمده كما قال تعالى: [يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (٢١) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (٢٢)] من سورة البقرة. أي أطيعوا بارئكم بارئ آبائكم وأجدادكم والأمم السابقة راجين أن تنخرطوا في سلك المتقين الأبرار الفائزين بالهدى والفلاح المستوجبين جوار الله تعالى. نبه به على أن التقوى منتهى درجات السالكين، وهي التبري من كل شيء سوى الله تعالى إلى الله تعالى، وأن العابد ينبغي أن لا يغتر بعبادته، ويكون ذا خوف ورجاء كما قال تعالى: [يدعون ربهم خوفاً وطمعاً] من سورة السجدة. [يرجون رحمته ويخافون عذابه] من سورة الإسراء. (فراشاً) مبسوطة سهلة منبثة (بناء) قبة مضروبة عليكم مرفوعة بلا عمد (أندادا) أشباهاً وأمثالاً في إسناد الأفعال إلى غيره: أي وحدوه واعتقدوا أنه الفعال لكل شيء. (٢) جدد له ندماً ورجوعاً إلى الله جل وعلا. (٣) إذا فعلت خفية فتب إلى الله في سرك وتضرع إليه جل وعلا واندم. (٤) إذا أذنبت جهاراً فأعلن توبتك وأعلم الناس إقلاعك عما فعلت وأكثر من التضرع تنجح. قال تعالى: أ -[وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون، وهو الله لا إله إلا هو الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون (٧٠)] من سورة القصص. ب - وقال تعالى: [قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون (١٠١)] من سورة يونس. جـ - وقال تعالى: [قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأ كم تعودون فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة] من سورة الأعراف. د - وقال تعالى: [فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (٩٩)] من سورة الحجر. هـ - وقال تعالى: [نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين، ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون (٥٧)] من سورة يوسف. (٥) الملائكة المرافقين الذين يحصون سيئاته كما قال تعالى: [عن اليمين وعن الشمال قعيد (١٧) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (١٨)] من سورة ق. فيتكرم الله جل وعلا أن يلهم الملائكة بترك ذكر الذنوب تفضلاً منه جل وعلا إذا قبل التوبة ومات تاب الله عليه كما قال تعالى: [وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون (٢٥)] من سورة الشورى.