ولم أر في عيوب الناس شيئاً ... كنقص القادرين على التمام ومن ينفق الساعات في جمع ماله ... مخافة فقر فالذي فعل فقر عليكم بداري فاهدموها فإنها ... تراث كريم لا يخاف العواقبا إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ... وأعرض عن ذكر العواقب جانبا ولم يستشر في رأيه غير نفسه ... ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا (١) أي اخش الله سبحانه في كل زمان ومكان وراقبه، واعلم أنه مطلع عليك فلا تعصه. قال النووي: أي اتقه في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس كما قال تعالى. [ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم] الآية من سورة المجادلة. والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات أهـ. (٢) إذا أخطأت فتب واشفعها بفعل صالح ليزيل أثر ما بدر منك ويبعد ما تركته الهفوة من جفوة. قال النووي: أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها. هذه السيئة المتعلقة بحق الله تعالى، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ولا بد أن يعين له جهة الظلامة فيقول قلت عليك كيت وكيت. وفي الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة قال صلى الله عليه وسلم "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" وقال الله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدم لغد] من سورة الحشر. (٣) استعمل مع العالم حسن المعاملة بإظهار الأدب ولين الجانب والبشاشة واللطف والحلم. قال النووي: الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس، وإلى كف الأذى عنهم أهـ. ولنا قدوة حسنة بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل عليه السلام حين نزل قوله تعالى: [خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (١٩٩)] من سورة الأعراف. قال في تفسير ذلك أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك، وقال تعالى: أ -[ادفع بالتي هي أحسن] الآية، وقال تعالى. ب -[وإنك لعلى خلق عظيم (٤)] من سورة القلم. كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن يأتمر بأمره وينزجر بزواجره ويرضى لرضاه ويسخط لسخطه عليه الصلاة والسلام. وفي الحديث بيان أن المرء يسود بثلاثة ويرقى إلى العلياء: أ - تقوى الله في السر والعلانية. ب - فعل الخير وإيجاد البر الجالب لحسن المعاملة. جـ - مكارم الأخلاق والتحلي بآداب الشرع، ولابن الوردي: سارع إلى فعل الجميل وقلد الـ ... أعناق حسنى فالزمان عواري واجعل إلى الأخرى بدارك بالتقى ... تغنم فما الدنيا بدار بدار =