للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ. رواه الترمذي عن يزيد الرقاشي عنه، ويزيد قد وُثق، ولا بأس به في المتابعات، ورواه البزار، ولفظه:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الآخِرَةَ جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْغِنَى في قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ. وَنزَعَ الْفَقْرَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، فلاَ يُصْبِحُ إِلاَّ غَنِيّاً، وَلاَ يُمْسِي إِلاَّ غَنِيّاً، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا جَعَلَ اللهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَلاَ يُصْبِحُ إِلاَّ فَقِيراً، وَلا يُمْسِي إِلاّ فَقِيراً. رواه الطبراني بلفظ تقدم في الاقتصاد.

من انقطع إلى الله عز وجل كفاه الله كل مؤنة الحديث

٧ - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلم: مَنِ انْقَطَعَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَفَاهُ اللهُ كُلَّ مُؤْنَةٍ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ، وَمَنْ انْقَطَعَ إِلى الدُّنْيَا وَكَلَهُ اللهُ إِلَيْهَا (١). رواه أبو الشيخ بن حبان والبيهقي من رواية الحسن عن عمران، واختلف في سماعه منه.

٨ - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ جَعَلَ الْهَمَّ (٢) هَمَّاً وَاحِداً كَفَاهُ اللهُ هَمَّ دُنْيَاهُ (٣)، وَمَنْ تَشَعَّبَتْهُ الْهُمُومُ (٤) لَمْ يُبَالِ اللهُ في أيِّ أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا هَلَكَ. رواه الحاكم والبيهقي من طريقه وغيرها، وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ورواه ابن ماجة في حديث عن ابن مسعود.


(١) أي تركه بلا مساعدة لتشغله الدنيا وتسخره وتستخدمه.
(٢) الكد والتكفير لطلب شيء واحد وهو إرضاء الله جل وعلا وحده والسعي لطاعته والعمل له بإخلاص.
(٣) حفظه الله من جميع الهموم، ووقاه وأبعد عنه مشاغل الدنيا وأكدارها.
(٤) فرقته وشغلته كثرة الحاجيات، قال الشاعر أبو الحسن التهامي:
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار
فالعمر نوم والمنية يقظة ... والمرء بينهما خيال سار
فالدهر يخدع بالمنى ويغض إن ... هنا ويهدم ما بني ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً ... خلق الزمان عداوة الأحرار
ثوب الرياء يشف عما تحته ... وإذا التحفت به فإنك عار
شيئان ينقشعان أول وهلة ... ظل الشباب وخلة الأشرار
الدنيا كثيرة المناحي متفرقة الحاجات وهمومها جمة ودواؤها التقوى وحب العمل الصالح للآخرة كما قال تعالى [وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب (١٩٧)] من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>