للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وأحسبه. قال: فدعا بزعفرانٍ فلطخه به وقال (٢) إن الله عز وجل قبل (٣) وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق (٤) بين يديه. رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له.

الترهيب من البصاق في المسجد الخ

٢ - وروى ابن ماجه عن القاسم بن مهران، وهو مجهول عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نُخَامةً في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال: ما بالُ أحدكم يقوم مُستقبل ربه فيخنعُ أمامه، أَيُحبُّ أحدكم أن يُستقبل فيُتَنخعَ في وجهه؟ إذا بصق (٥) أحدكم فليبصق عن شماله، أو ليتفل هكذا في ثوبه ثم أرانى إسماعيل، يعني ابن علية يبصق في ثوبه، ثم يدلكهُ.

٣ - وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه العراجين (٦) أن يسمكها بيده، فدخل المسجد ذات يومٍ، وفي يده واحدٌ منها، فرأى نخاماتٍ في قبلة المسجد فحتهنَّ (٧) حتى أنقاهنَّ، ثم أقبل على الناس مغضباً فقال: أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه، إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة، فإنما يستقبل ربه، والملك (٨) عن يمنيه، فلا يبصق بين يديه، ولا عن يمينه الحديث. رواه ابن خزيمة في صحيحه.

٤ - وفى رواية له بنحوه إلا أنه قال فيه: فإن الله عز وجل بين أيديكم (٩) في صلاتكم، فلا توجهُوا شيئاً من الأذى بين أيديكم. الحديث، وبوّب عليه ابن خزيمة: باب الزجر عن توجيه جميع ما يقع عليه اسم أذى تلقاء القبلة في الصلاة.


(١) في نسخة: حذف قال.
(٢) في نسخة: ثم قال.
(٣) أي عيانا ومقابلة يفسر ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الجواب على سؤال جبريل عليه السلام: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وفي حديث آدم عليه السلام: (إن الله خلقه بيده ثم سواه قليلا) وفي رواية (إن الله كلمه قبلا) أي عيانا ومقابلة، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولى أمره أو كلامه أحداً من ملائكته.
(٤) يخرج مادة اللعاب من فمه أمام وجهه لأنه واقف بين أحكم الحاكمين جل جلاله، فينبغى أن يتأدب، ويترقى، ويذوق رهبة العظيم القادر.
(٥) في نسخة: بزق أحدكم فليبرق.
(٦) القنو، والجمع القنوان، والأقناء: العزق الذى يثمر عليه البلح، يستعمل للكناسة والنظافة.
(٧) حكهن، والحك، والحت، والقشر سواء. بمعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم أزال هذه الفضلة القذرة.
(٨) في نسخة: والملائكة.
(٩) الله تعالى مطلع على حركاتكم وسكناتكم، تشملكم رحمته ومراقبته، والله تعالى ليس له زمان أو مكان بل هو محيط بعباده رقيب ورحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>