للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ، فَأَنى تنقص درجاته في الآخرة، أو يقصر به دون غيره من أغنياء هذه الأمة؟ فإنه لم يرد هذا في حق غيره إنما صح سبق فقراء هذه الأمة أغنياءهم على الإطلاق، والله أعلم.

٢٠ - وَعَنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامّة مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ (١)، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ (٢) مَحْبُوسُونَ (٣) غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاء. رواه البخاري ومسلم.

[الجد]: بفتح الجيم: هو الحظ والغنى.

٢١ - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: رَأَيْتُ أَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَعَالِي أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، وَذَرَارِي (٤) الْمُؤْمِنِينَ، وَإِذَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ أَقَلَّ مِنَ الأَغْنِياءِ وَالنِّسَاءِ، فَقِيلَ لِي: أَمَّا الأَغْنِياءُ فَإِنَّهُمْ عَلَى الْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ (٥)، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُنَّ الأَحْمَرَانِ: الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ (٦). الحديث. رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبد الله بن زُحَر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه.

٢٢ - وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: اللَّهُمَّ


= إلى المكارم جواد وكريم محسن "نعم المال الصالح للرجل الصالح": أي أمدح المال إذا وفق صاحبه لأعمال البر مثل سيدنا عبد الرحمن. فأين الثريا والثرى من أغنياء زمننا هذا وما يفعلون بغناهم الآن؟ هل استعدوا ليوم الحساب.
(١) الفقراء.
(٢) الغنى.
(٣) منتظرون للحساب على باب الجنة. فيم أنفقوا؟ من أين جمعوا؟.
(٤) الصغار الذين لم يبلغوا الحلم.
(٥) يزكون ويطهرون كما قال تعالى: [وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين] وليمحص ما في قلوبكم فالتمحيص: التزكية، وأصله إزالة ما يشوبه من خبث وتخليص الشيء مما فيه من عيب كالفحص.
(٦) غرهن التنعم والترف فقصرن في حقوق الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>