(٢) لا قدر له عند الناس، فهم يدفعونه عن أبوابهم ويطردونه عنهم احتقاراً له، ولو حلف على وقوع شيء أجاب الله سؤاله لعظم منزلته عند الله تعالى أهـ نووي. فعليك أخي بمحبة الصالحين الزاهدين الورعين واطلب دعواتهم فإنها مستجابة كما قال صلى الله عليه وسلم. وفي الجامع الصغير (أشعث) ثائر الرأس مغبره قد أخذ فيه الجهد حتى أصابه الشعث وعلته الغبرة، ويكرمه الله بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه. وقال الحفني أشعث: أي اشتغل بربه عن تعهد بدنه بالتنظيف حتى تغير لونه وشعث شعره، ولو حلف بالله أو بنفسه بأن يقول والله أو وحياتي لا بد من كذا، وقيل المراد لو عبد الله لقبل عبادته فالقسم العبادة والبر القبول، والأولى حمله على ظاهره، فإن أهل الدلال يقسمون عليه تعالى ملاحظين تلك النعمة التي أنعم بها عليهم من إجابتهم بعين ما طلبوا، فقد نقل عن بعضهم أنه أراد أن يجامع زوجته فأخبرته بأن أولاده مستيقظون فدعا عليهم بالموت فماتوا جميعاً وكانوا سبعة، فأخبر من هو أرقى منه بذلك فدعا عليه بالموت فمات وقال لو عاش لأمات ناساً كثيرين. وكان لسيدي أبي محمود الحنفي ولد ليس له غيره، وكان إذا طلب من أحد شيئاً ولم يعطه قال له مت فيموت فدعا عليه أبوه فمات نفعنا الله بهم جميعاً أهـ ص ٢٨٨ جـ ٢. (٣) أشعث: جعد الرأس، أغبر: غير الغبار لونه. ذي طمرين: تثنية طمر وهو الثوب الخلق (تنبو عنه أعين الناس) أي ترجع وتغض عن النظر إليه احتقاراً له (لو أقسم) الانكسار ورثاثة الحال والهيئة من أعظم أسباب الإجابة أهـ عزيزي. (٤) معرض ولم يذهب إليها تعففاً وقناعة وزهادة. من أصفحه رده. (٥) يوجد في أمتي فقير يطلب من الناس فيحرم، ولو طلب من ربه تعالى لأجابه ما هو أفضل وأبقى وهو النعيم المقيم. (٦) الذي يتعامل به، يقال أفلس الرجل كأنه صار إلى حال ليس له فلوس: كما يقال أقهر إذا صار إلى حال يقهر عليه أهـ مصباح، ففيه الترغيب في إكرام الفقير السائل وطلب دعواته رجاء الفوز بالجنة.