للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخِرَةِ، وَلكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْداً مَا أَرَانِي إِلاَّ قَدْ تَعَدَّيْتُ. قالَ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ؟ قالَ عَهِدَ إلَيْنَا أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ قَدْ تَعَدَّيْتُ (١)، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ فَاتَّقِ اللهَ (٢) عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ (٣) إِذَا قَسَمْتَ: وَعِنْدَ هَمِّك (٤) إِذَا هَمَمْتَ. رواه ابن ماجة ورواته ثقات احتج بهم الشيخان إلا جعفر بن سليمان فاحتج به مسلم وحده.

[قال الحافظ]: وقد جاء في صحيح ابن حبان أن مال سلمان رضي الله عنه جُمِعَ، فبلغ خمسة عشر درهماً، وفي الطبراني: أن متاع سلمان بيع، فبلغ أربعة عشر درهماً، وسيأتي إن شاء الله.

يا أيها الناس هلموا إلى ربكم

٢٥ - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ما طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا (٥) مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الأَرْضِ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ (٦): يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلى رَبِّكُمْ (٧). فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى (٨). رواه أحمد في حديث تقدم، ورواتُه رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

٢٦ - وروى الطبراني من حديث فضالة عن أبي أمامة قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى


(١) تجاوزت حدوده.
(٢) اخش الله وخف عقابه واعدل ولا تظلم عند حكمك، كذا ط وع ص ٣٣٣ - ٢، وفي ن د: فاتق الله في حكمك.
(٣) القسم إفراز النصيب: أي إذا أردت أن تعطي كل ذي حق حقه فخف ربك واعدل.
(٤) الهم ما هممت به في نفسك، وهو الأصل، ولذا قال الشاعر (وهمك ما لم تمضه لك منصب)
قال الله تعالى [إذا هم قوم أن يبسطوا] أي خف الله عند تفكيرك في الإقدام على شيء، ومع ذلك تراه رضي الله عنه خائفاً من حساب ربه "مع نفيقة".
حسبك مما تبتغيه القوت ... والفقر فيما جاوز الكفافا
(٥) بناحيتيها.
(٦) الإنس والجن.
(٧) أقبلوا على ربكم بطاعته وذكره.
(٨) شغل عن عبادته.

<<  <  ج: ص:  >  >>