(١) الإقدام على شيء فيها زينه الشيطان يكون حلواً على النفس مقبولاً، ولكن عاقبته في الآخرة عذاب ومرارة. حلوة، كذا د وع ص ٣٣٧ - ٢، وفي ن ط: حلاوة. كذا الإقدام على فعل الصالحات فيها مجاهدة النفس، وتحمل مشاق، ولكن في الآخرة نعيم مقيم وسعادة ونيل الثواب من الوهاب القدير [وكذلك نجزي المحسنين] (٢) أي اختلط به حب الدنيا مثل اختلاط الشراب في الجسم، وفي الغريب في قوله تعالى [وأشربوا في قلوبهم العجل] قيل من قولهم: أشربت البعير شددت حبلاً في عنقه فكأنما شد في قلوبهم العجل لشغفهم به. وقال بعضهم: معناه أشرب في قلوبهم حب العجل، وذلك أن من عادتهم إذا أرادوا العبارة عن مخامرة حب أو بغض استعاروا له اسم الشراب إذ هو أبلغ إنجاع في البدن، ولذلك قال الشاعر: تغفل حيث لم تبلغ شراب ... ولا حزن ولم يبلغ سرور والمعنى أن الدنيا شغلته وسخرته وصار هو عبداً لشهواته ذليلاً لمآربها الدنيئة. (٣) التصق به. (٤) تعب مستمر. (٥) طبع لأحد له مهما جمع من المال. (٦) ورجاء في كثرتها وأفكار في وفرة خيراتها، فمن أقبل على الله بعبادته وطاعته سعى إليه رزقه وبارك الله له فيه، ومن غفل عن طاعة الله واشتغل بالدنيا قطف غصنه الموت ولم ينفعه ما جمعه في حياته من حطام الدنيا. فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحب الدنيا ذاق مرارة ثلاثة: أ - شقاء. ب - طمع. جـ - آمال كأحلام تجلب الوساوس والمشاغل. أما الذي يميل إلى الآخرة رزقه الله القناعة وسعادة الحياة وراحة الضمير وابتسامة الثغر وصحة البدن، والدنيا تسعى إليه راغمة خادمة فينال ما قدره الله له بسرور.