للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ قَالَ: هكَذَا وهكَذَا عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَيَحْسي بِثَوْبِهِ (١). رواه ابن حبان في صحيحه، ورواه ابن ماجة باختصار. وقال في أوله: وَيلٌ لِلْمُشْرِكِينَ.

[قال الحافظ]: وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة تدور على هذا المعنى اختصرناها.

٧٨ - وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ عَنِّي (٢)، أَوْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظرَ إِلَيَّ فَلْيَنْظُرْ إِلى أَشْعَثَ شَاحِبٍ مُشَمِّرٍ (٣) لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ (٤)، وَلاَ قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ، رُفِعَ لَهُ عَلَمٌ فَشَمَّرَ إِلَيْهِ (٥)، الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ (٦) وَغداً السِّبَاقُ (٧)، والْغَايَةُ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ. رواه الطبراني في الأوسط.

أقلوا الدخول على الأغنياء

٧٩ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: أَقِلُّوا الدُّخُولَ عَلَى الأَغْنِياءِ (٨)،

فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعَمَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ. رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.


(١) يهوله بيده ويملأ ثوبه ليصرفه على المساكين المحتاجين.
(٢) الذي يستفهم عن خلاله الحميدة أو يحب أن يراه صلى الله عليه وسلم فليتأمل في صفات رجل رأسه متلبد متغير الوجه مستعد للدفاع.
(٣) نشيط. وفي النهاية: التشمير: الهم، وهو الجد فيه والاجتهاد، وفي المصباح: التشمير في الأمر: السرعة فيه والخفة. وشمرت السهم: أرسلته مصوباً على الصيد: أي اطلبني في صفات المجدين الزاهدين المتواضعين المحاربين.
(٤) ليس له بيت بناه.
(٥) نودي للجهاد فلبى واستغيث فأغاث وطلب للنجدة فأجاب.
(٦) الدنيا ميدان الأعمال وسوق التحصيل ومزرعة الثواب والتنافس والتسابق والادخار.
(٧) والآخرة الفوز وإدراك ثمرة تعب الدنيا ونهاية ما يرجى فالمحسن فيها إلى الجنة والمسيء إلى النار.
(٨) ابتعدوا عن مجالسة أصحاب الأموال خشية أن يتسرب إليكم احتقار النعم التي هي عندكم فتسخطون وتغضبون وتحقرونها. يأمر صلى الله عليه وسلم بمصاحبة الفقراء رجاء أن يكثر حمد الله تعالى على ما أنعم ويوجد الرضى وتحل القناعة وتزداد الطاعة، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" رواه أبو هريرة عن مسلم.
(أجدر) أحق (تزدروا) تحتقروا. قال ابن جرير وغيره هذا حديث جامع لأنواع من الخير، لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، وإذا نظر إلى من دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل ما فيه الخير أهـ ص ٥٨٧ مختار الإمام مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>