للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير

٩٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَدَعَوْهُ (١)، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، وَقَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ. رواه البخاري والترمذي.

[مصلية]: أي مشوية.

٩٣ - وَرُوِيَ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم في يَوْمٍ شَبْعَتَيْنِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. رواه الطبراني.

٩٤ - وَرُوِيَ أَيْضاً عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: واللهِ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مِنْ غَدَاءٍ (٢) وَعَشَاءٍ حَتَّى لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.

٩٥ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: مَا كَانَ يَبْقَى عَلى مَائِدَةِ (٣) رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ لعيه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ قَلِيلٌ وَلاَ كَثِيرٌ. رواه الطبراني بإسناد حسن.

٩٦ - وفي رواية له: مَا رُفِعَتْ مَائِدَةُ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مِنْ بَيْن يَدَيْ


(١) طلبوه رضي الله عنه فتعفف وقنع وامتنع زهداً.
(٢) لم يشبع بل أكل أكلاً قليلاً، كما قال صلى الله عليه وسلم:
أ - ثلث لطعامه.
ب - ثلث لشرابه.
جـ - ثلث لنفسه.
صلى الله عليك يا رسول الله تعلمنا آداب الأكل لاكتساب الصحة التامة حتى تنقى المعدة من الطعام وتبعد من التخمة وتقوى على الطاعة، وقد نصح الأطباء الآن المرضى بالتخفيف من الطعام كما قال تعالى: [كلوا واشربوا ولا تسرفوا] وله صلى الله عليه وسلم أكلتان اثنتان فقط:
أ - الغداء.
ب - العشاء.
ولصالح بن عبد القدوس:
وغرور دنياك التي تسعى لها ... دار حقيقتها متاع يذهب
تباً لدار لا يدوم نعيمها ... ومشيدها عما قليل يخرب
فاقنع ففي بعض القناعة راحة ... ولقد كسى ثواب المذلة أشعب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز ... إن التقى هو البهى الأهيب
واعمل بطاعته تنل منه الرضا ... إن المطيع لربه لمقرب
(٣) الطبق الذي عليه الطعام، يقال ما دنى يميدني: أي أطعمني، وقيل يعشيني، وقوله تعالى: [أنزل علينا مائدة من السماء] قيل استدعوا علماً من حيث إن العلم غذاء القلوب كما أن الطعام غذاء الأبدان أهـ غريب.
المعنى يقدم الطعام على قدر الحاجة، ورأيت في حماة الإسلام في صفاته صلى الله عليه وسلم "ما أكل على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق، وكان يجيب دعوة الملوك على خبز الشعير" أهـ ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>