أ - الإيمان بالله ورسوله. ب - إيجاد العمل الصالح. (١) أن ننصح هؤلاء ونشرح لهم آيات الله جل وعلا فلا يقبلون عليها كما قال تعالى [ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (٣٦) إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين (٣٧)] من سورة النحل. الرسول يأمر الناس بعبادة الله وحده واجتناب الشيطان الطاغية، ولكن انقسم الناس: أ - فريق وفقهم الله للإيمان به وطاعته باتباع إرشادات الرسول. ب - فريق اتبع الغواية فلم يوفقهم سبحانه ولم يرد هداهم، ثم أمر سبحانه أن ننظر إلى عاقبة عاد وثمود وقوم تبع لنعتبر ونطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن من حقت عليه الضلالة مطرود من رحمة الله ليس له ناصر يدفع العذاب عنه، قال تعالى [إنما قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون (٤٠)] من سورة النحل. فاطمئن يا محمد وأبشر، فالسعيد من انتفع بالقرآن، وهداه الله كما قال تعالى: أ -[إن عليك إلا البلاغ]. ب -[من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا (١٧)] من سورة الكهف. أي الموفق الذي أصاب الفلاح، ومن يخذله فلا أحد غير الله يليه ويرشده. (٢) طمعاً وإقبالاً على جني ثمراتها. (٣) كثرة الأموال تشغلكم عن الله كما قال تعالى [شغلتنا أموالنا وأهلونا]. (٤) أحد سيور النعل، والمعنى أن الجنة دانية الجنى قريبة الإدراك لا ينالها إلا الصالحون، والموت قريب إذا أتى نالوا ثواب أعمالهم كما أن النار قريبة للأشرار المجرمين، وفي الجامع الصغير، لأن سبب دخول الجنة والنار صفة الشخص، وهو العمل الصالح والسيئ، وهو أقرب من شراك نعله إذ هو مجاور له والعمل صفة قائمة به. قال ابن بطال فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة، وأن المعصية مقربة إلى النار، وأن الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه، ولا في قليل من الشر أن يتجنبه فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها. وقال ابن الجوزي: معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة، والنار كذلك بموافقة الهوى وفعل المعصية. وقال الحفني: المراد بالقرب في الحديث القرب المعنوي: أي الأعمال الصالحة وضدها لها اتصال بكم كاتصال شراك النعم بكم فهي يسيرة سهلة الإتيان فاجتهدوا في العمل الصالح الموصل لذلك فإنه قريب كشراك النعل، وإنما كان موصلاً لأنه سبب لرضا الله الذي ندخل الجنة به وإن كان أصل الدخول بمحض فضله تعالى أهـ ص ٢٠١ جـ ٢.