للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢ - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: بَادِرُوا بالأَعْمَالِ سِتّاً: طُلُوعُ الشّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا (١)، أَوِ الدُّخَانُ، أَوِ الدَّجّالُ، أَوِ الدّابّةُ (٢)،


= تقتلونه، والعرض المال سمي به لسرعة فنائه أهـ نسفي، أي نحن الآن ١٩٥٥ م من الصدر الأول الذين شرح الله صدورهم للإسلام وعملوا بإرشادات خير الأنام فأفلحوا، ولقد شغلتنا زينة الدنيا عن حقوق الله فقل العمل الصالح وزاد الطمع، نسأل الله السلامة، نحضر مجالس اللهو. ونتتبع عورات بعضنا بالغيبة والنميمة والحسد ونؤخر الصلاة عن وقتها ولعبت بنا المدنية الحديثة أدواراً قاسرة كارهة، وطغت المادة على القلوب فأفسدتها وهجرنا تعاليم القرآن والسنة، ويطلب منا الرب جل وعلا [أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (٢٤)] من سورة محمد.
(١) علامات قيام الساعة:
أ - تغيير مطلع الشمس.
ب - يعم دخان المعمورة.
جـ - ظهور الدجال الكذاب الذي يفتن الناس.
وعند قوله صلى الله عليه وسلم يبين صفات الدجال:
أ - تعلمون أنه أعور، وأن الله تبارك وتعالى ليس بأعور.
ب - مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن.
جـ - الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار.
قال النووي: تعلمون: أي اعلموا وتحققوا، وفيه تنبيه على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة. والدجال شخص ابتلى الله به عباده يدعي الإلهية: وهو عاجز عن إزالة عوره وشاهد كفره المكتوب بين عينيه ويقدره الله تعالى على إحياء الميت الذي يقتله ويزهر له خصب الدنيا، ومعه جنة ونار امتحاناً للمؤمنين ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل، ولا غيره، ويبطل أمره، ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت (جفال الشعر) أي كثيره أهـ ص ٥٨٠ جـ ٢ مختار الإمام مسلم.
د - ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.
(٢) الجساسة في الحديث طولها ستون ذراعاً لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب، ولها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان، وقيل لها رأس ثور وعين خنزير، وأذن فيل وقرن إيل، وعنق نعامة، وصدر أسد، ولون نمر وخاصرة هرة وذنب كبش وخف بعير، وما بين المفصلين اثنا عشر ذراعاً تخرج من الصفا فتكلمهم بالعربية قال تعالى: [وإذ وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (٨٢)] من سورة النمل.
أي لا يوقنون بخروجي أهـ نسفي.
[ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون (٨٣) حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها عليماً أم ماذا كنتم تعملون (٨٤) ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (٨٥)] من سورة النمل
(يوزعون) يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا، وهو عبارة عن كثرة عددهم وتباعد أطرافهم. إذا جاؤوا إلى المحشر: أي أي شيء كنتم تعملونه؟ فحل بهم العذاب الموعود بسبب ظلمهم وعصيانهم ربهم والتكذيب بآيات الله. ما عذر من لم يصل؟ أو لم يزك؟ أو لم يصم؟ ما عذر المقصرين في الأعمال الصالحة؟ لقد بسط الله الرزق وحصحص الحق، وأضاء الإسلام بشموسه للعاملين. أرجو أن ننهض بأنفسنا إلى صالح الأعمال عسى الله أن يشملنا برحمته ويدركنا بلطفه وتوفيقه فهو ولي الهداية، وهو القائل ترغيباً في إجادة الأعمال [من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون (٨٩) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (٩٠)] من سورة النمل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>